سِيد لينيفيسا، شاب بلغاري في التاسعة عشرة من العمر. بالنسبة لمظهره الخارجي، فهو يشبه أكثر الشبان في سنّه الذين يلحقون موضة شعر وملابس المشاهير من رياضيين ومغنين وممثلين. كذلك، يفخر بصوره التي تكشف أثر التمارين الرياضية على عضلاته.
لكنّ سِيد، البلغاري من مدينة بلوفديف القريبة من الحدود التركية واليونانية والمقدونية، لا يشبه بشيء أولئك الشبان الذين يلتحقون بساحات القتال في "الحروب المقدسة" البعيدة عن الحدود، أو أولئك الذين يناصرون أنظمة القمع والتجهيل "بالروح والدم". ولا يشبه أولئك الذين يقتلون المصلين بدافع من عنصريتهم "المهددة"، ومعهم الذين يروجون لهم بكافة الوسائل الإلكترونية، أو يروجون ضدهم بالحقد نفسه.. وإيمان كلّ واحد أنّه وحده الحق.
ميدان سِيد إلكتروني أيضاً، لكنّه ليس كمثلهم. فهو لا يهوى الإساءة لأحد، فلا يندفع لتأييد تعذيب سجناء في لبنان، أو حجز صحافي في ألمانيا، أو جلد مدوّن في السعودية، أو قتل مدنيين في سورية والكويت وتونس، أو قطع رؤوس في أكثر من مكان. هو لا يروّج لكل الانتهاكات التي تلف عالمنا العربي.. صحيح أنه لا يتابع الأخبار أو يعرف الكثير عن بلداننا، كما يخبرني، لكنّها طبيعته أن يحب الحياة بحق، ويروّج لهنائها ولجمال ما زال موجوداً في البشرية برغم كلّ شيء.
لا يملك سِيد الكثير. هو يعمل في البناء وليس ثرياً، لكنه لا يطلب تمويلاً من دولة ما وتسهيلاً من أخرى. كلّ ما يملكه شغف بالحياة واختلاف عن المجرمين ومؤيديهم من جهة والسلبيين الخاملين من جهة أخرى. كذلك، يملك وسيلة اتصاله بالعالم عبر فيسبوك، يعبّر من خلالها عن ذاته.
حساب سِيد على الموقع يتابعه نحو 41 ألف مستخدم من حول العالم يتشاركون مواده بالآلاف يومياً. أما ما يعرضه ويجعله محور اهتمام هذه الشريحة الواسعة، فمقاطع فيديو لراقصين وراقصات ومغنين ومغنيات كلّهم من الهواة الذين يصوّرون مقاطعهم بهواتفهم ويرسلونها إليه.
وكما يتنوّع الجمهور، يتنوّع الفنانون أيضاً، بصغارهم وكبارهم. يرقصون على موسيقى الكيوشيك ويغنون ويعزفون. يقول لي سِيد إنّهم يرسلون إليه مقاطعهم من بلغاريا ورومانيا ودول أخرى.
ومثله، فإنّ جميع هؤلاء يعيشون الشغف نفسه، ويحبون أن يشاركوا الآخرين به. فيما يمنحهم سِيد، بحسابه الشخصي الذي يكاد يضاهي أهم برامج الهواة التلفزيونية حول العالم، هذه الفرصة للإطلالة على جمهور أوسع بكثير ممّا يتخيّلون. جمهور لديه الفرصة بدوره لمشاهدة وجه مختلف للحياة، غير وجه القتل والدمار والتحريض.
إقرأ أيضاً: غرقى داخل الشبكة
لكنّ سِيد، البلغاري من مدينة بلوفديف القريبة من الحدود التركية واليونانية والمقدونية، لا يشبه بشيء أولئك الشبان الذين يلتحقون بساحات القتال في "الحروب المقدسة" البعيدة عن الحدود، أو أولئك الذين يناصرون أنظمة القمع والتجهيل "بالروح والدم". ولا يشبه أولئك الذين يقتلون المصلين بدافع من عنصريتهم "المهددة"، ومعهم الذين يروجون لهم بكافة الوسائل الإلكترونية، أو يروجون ضدهم بالحقد نفسه.. وإيمان كلّ واحد أنّه وحده الحق.
ميدان سِيد إلكتروني أيضاً، لكنّه ليس كمثلهم. فهو لا يهوى الإساءة لأحد، فلا يندفع لتأييد تعذيب سجناء في لبنان، أو حجز صحافي في ألمانيا، أو جلد مدوّن في السعودية، أو قتل مدنيين في سورية والكويت وتونس، أو قطع رؤوس في أكثر من مكان. هو لا يروّج لكل الانتهاكات التي تلف عالمنا العربي.. صحيح أنه لا يتابع الأخبار أو يعرف الكثير عن بلداننا، كما يخبرني، لكنّها طبيعته أن يحب الحياة بحق، ويروّج لهنائها ولجمال ما زال موجوداً في البشرية برغم كلّ شيء.
لا يملك سِيد الكثير. هو يعمل في البناء وليس ثرياً، لكنه لا يطلب تمويلاً من دولة ما وتسهيلاً من أخرى. كلّ ما يملكه شغف بالحياة واختلاف عن المجرمين ومؤيديهم من جهة والسلبيين الخاملين من جهة أخرى. كذلك، يملك وسيلة اتصاله بالعالم عبر فيسبوك، يعبّر من خلالها عن ذاته.
حساب سِيد على الموقع يتابعه نحو 41 ألف مستخدم من حول العالم يتشاركون مواده بالآلاف يومياً. أما ما يعرضه ويجعله محور اهتمام هذه الشريحة الواسعة، فمقاطع فيديو لراقصين وراقصات ومغنين ومغنيات كلّهم من الهواة الذين يصوّرون مقاطعهم بهواتفهم ويرسلونها إليه.
وكما يتنوّع الجمهور، يتنوّع الفنانون أيضاً، بصغارهم وكبارهم. يرقصون على موسيقى الكيوشيك ويغنون ويعزفون. يقول لي سِيد إنّهم يرسلون إليه مقاطعهم من بلغاريا ورومانيا ودول أخرى.
ومثله، فإنّ جميع هؤلاء يعيشون الشغف نفسه، ويحبون أن يشاركوا الآخرين به. فيما يمنحهم سِيد، بحسابه الشخصي الذي يكاد يضاهي أهم برامج الهواة التلفزيونية حول العالم، هذه الفرصة للإطلالة على جمهور أوسع بكثير ممّا يتخيّلون. جمهور لديه الفرصة بدوره لمشاهدة وجه مختلف للحياة، غير وجه القتل والدمار والتحريض.
إقرأ أيضاً: غرقى داخل الشبكة