تحتضن باريس، اليوم الأحد، اجتماعا حول سورية، بمشاركة وزراء خارجية الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا، عشية جولة مفاوضات جديدة حول الأزمة السورية في جنيف، برعاية الأمم المتحدة.
ويهدف هذا الاجتماع، الذي أعلن عنه وزير الخارجية الفرنسي، جان مارك آيرولت، الأسبوع الماضي، خلال زيارته إلى القاهرة، إلى تقييم الأوضاع في سورية، في ظل الهدنة، ورسم معالم الأفق السياسي للمفاوضات في جنيف.
وكان آيرولت أكد أن اجتماع وزراء خارجية الولايات المتحدة، جون كيري، وألمانيا، فرانك فالتر شتاينماير، وبريطانيا، فيليب هاموند، وإيطاليا، باولو جنتيلوني، والاتحاد الأوروبي، فيديركا موغيريني، سيبحثون مدى صمود الهدنة التي دخلت حيز التنفيذ منذ 27 فبراير/شباط الماضي، ودعم المعارضة السورية في مفاوضاتها مع وفد النظام السوري في جنيف.
ومن المتوقع أن يطالب الجانب الفرنسي، باسم الأوروبيين، من واشنطن، "المشاركة في الميدان عن قرب، في مراقبة تطبيق وقف إطلاق النار في سورية"، كما أن فرنسا تصر على التأكد من أن الغارات الروسية المتواصلة تستهدف فقط "تنظيم الدولة الإسلامية" و"جبهة النصرة"، وليس مقاتلي المعارضة المعتدلة.
اقرأ أيضا: سورية:لاءات المعلم تهدد محادثات جنيف والمعارضة تتمسك بهيئة الحكم
وأكدت مصادر مطلعة، لـ"العربي الجديد"، أن فرنسا "تريد أن يكون للأوربيين دور أساسي في رعاية مفاوضات جنيف، وأن لا يبقى زمام الأمور منحصرا بين واشنطن وموسكو".
وعقد وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، أمس السبت، مشاورات مع نظيره الروسي، سيرغي لافروف، حول انتهاكات الهدنة في سورية، تمهيدا لجولة المفاوضات في جنيف بين المعارضة والنظام السوري.
وحذر كيري، أمس، من الرياض، من أن "للصبر حدودا" في هذا المجال، ودعا روسيا وإيران، الحليفتين الرئيسيتين لنظام الأسد، إلى العمل بما يضمن أن "يحترم نظام الأسد الاتفاق على وقف الأعمال القتالية"، مشددا على أن جولة المفاوضات الجديدة في جنيف تمثل "خطوة حاسمة للتوصل إلى حل سياسي".
ويكتسب اجتماع باريس أهمية خاصة، لكون جولة المفاوضات غير المباشرة الجديدة في جنيف، بين وفدي المعارضة والنظام السوري، تترافق لأول مرة مع هدنة لا تزال سارية، رغم بعض الانتهاكات المتفرقة، في ظل ضغوط دولية للتوصل إلى حل سياسي ينهي النزاع الذي دخل عامه السادس.
وكانت المعارضة صعدت من موقفها، أمس السبت، وطالبت برحيل الرئيس السوري، بشار الأسد، "حيا أو ميتا"، على أن تكون هذه بداية المرحلة الانتقالية في سورية.
ومن جانبه، شدد النظام السوري على أن مصير الأسد "خط أحمر"، مؤكدا أن بحث هذا الأمر مع المعارضة في مفاوضات جنيف غير وارد.
ومن المنتظر أن تبدأ الجولة الجديدة من المفاوضات، غدا الاثنين، في جنيف، وتستمر على مدى أسبوعين.
اقرأ أيضا: المعارضة السورية تصل جنيف وتقلل من أهمية تصريحات المعلم