أكد وزير الخارجية الإماراتي، عبدالله بن زايد آل نهيان، أن محاصرة الإرهاب والقضاء عليه، لا يمكن أن يتم دون معالجة أسباب ظهوره وانتشاره في المجتمع، وهي أسباب خلقها نظاما دمشق وبغداد بقمعهما لشعبيهما وعدم تحقيق المساواة بين مواطني البلدين دون تمييز بين عرق أو دين أو طائفة.
وقال آل نهيان في إجابته عن أسئلة الصحافيين عقب المؤتمر الصحافي المشترك الذي عقده مع نظيره الروسي، مساء اليوم، تزامناً مع الزيارة الرسمية التي يجريها في موسكو "إن عدم معالجة أسباب ولادة الإرهاب سيؤدي إلى توالده من جديد، ولو تمكنا من القضاء على داعش وأخواتها من التنظيمات الإرهابية، فإنها ستولد من جديد ما لم يتم معالجة أسباب ظهورها من الجذور".
وفي رده على سؤال عن إمكانية تعاون حكومة دولة الإمارات مع الحكومة السورية في مواجهة الإرهاب، ولا سيما بعد أن أثبتت التجربة عدم جدوى الضربات الجوية التي تشنها قوات التحالف ضد مواقع داعش دون تنسيق مع الحكومة السورية، قال آل نهيان: "إن نظام دمشق بقمعه لشعبه وعدم تحقيق العدالة بين مواطني بلاده جعل من المستحيل التعاون معه، فأفعاله هي أحد أسباب ظهور الإرهاب، وما لم يتم القضاء على الأسباب الاجتماعية والسياسية والاقتصادية فلن يمكننا التخلص نهائياً من الإرهاب ومخاطره".
من جهته علق لافروف، أن قمة الثمانية التي انعقدت في إيرلندا عام 2013 دعت إلى تضافر جهود الحكومة السورية والمعارضة في التصدي للإرهاب.
وفي رد لوزير الخارجية الروسي حول ما يتردد في وسائل الإعلام، بأن وقت الحلول الوسط والتسويات قد حل، قال: "موسكو تنطلق من قاعدة ثابتة مفادها بأن الحل في كل بلد هو بيد شعبها، ولهذا لابد من إطلاق حوار وطني في كل بلد يشمل كل مكوناته وأطيافه، وأي حوار يقتضي بالضرورة الخروج بحلول وسط وتسويات ترضي الجميع وتخرج البلاد من أزماتها، وعلى اللاعبين الدوليين أن يدركوا ذلك، ويمكنوا شعب كل بلد من تقرير أموره بنفسه".
وحول الموضوع نفسه علق، آل نهيان، بأن على حكومات المنطقة أن تعمل على معالجة جذور المشكلات، ولا بد من اتخاذ القرارات الصعبة وصولًا إلى القضاء على الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار في دول المنطقة وبمساعدة أصدقائنا، وإلا فإن المنطقة مرشحة للوقوع في الفوضى".
ورد لافروف على سؤال حول قواسم العمل مع الولايات المتحدة في البحث عن حلول لأزمات المنطقة بقوله: "يوجد الآن قواسم بيننا وبين الولايات المتحدة، ولا سيما بعد إعلان الأخيرة أنه لا بديل من الحل السياسي للأزمة في سورية، ولا نوافق ولا ندعم سياسة واشنطن تجاه دعمها للجماعات المسلحة، وعليه فإننا سنواصل العمل استناداً على المشترك في التصدي للإرهاب وإيجاد حلول لأزمات المنطقة".
وكان وزيرا خارجية دولة الإمارات العربية المتحدة، عبدالله بن زايد آل نهيان، وروسيا الاتحادية، سيرغي لافروف، عقدا مؤتمراً صحفياً مشتركاً عقب محادثات مغلقة بينهما استمرت ساعة، وقال لافروف في مستهل المؤتمر، إنه بحث مع الوزير الضيف العلاقات الثنائية بين البلدين وتطويرها على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والعسكرية والسياحية والثقافية.
كما بحث الجانبان مختلف قضايا وأزمات المنطقة، وتوافقا على ضرورة إيجاد حلول لتلك الأزمة على قاعدة إطلاق حوار وطني داخل كل بلد، تشارك فيه مختلف أطياف المجتمع المحلي وتشكيلاته السياسية.
وأشار لافروف إلى أن الطرفين بحثا ملف الصراع العربي الإسرائيلي واتفقا على ضرورة إيجاد تسوية للصراع على أساس مبادرة السلام العربية وإقامة الدولة الفلسطينية على الأراضي التي احتلتها إسرائيل عام 1967.
وكان وزير الخارجية الإماراتي قد وصل إلى موسكو، ظهر اليوم الخميس، في زيارة لروسيا تستغرق يومين، التقى في يومها الأول وزير الخارجية، سيرغي لافروف، وسيرأس، غداً الجمعة، الجانب الإماراتي في اجتماع اللجنة الحكومية الثنائية للتعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري، وهي اللجنة التي يرأسها من الجانب الروسي وزير الصناعة والتجارة دينيس مانتورف.
اقرأ أيضاً:
الإمارات تفرج عن المعتقل القطري الملا وتبقي الحمادي
إطفائي الخليج ... الكلاسيكية السياسية تنجح مجدداً
بايدن يعتذر من الإمارات... بعد تركيا