وأوضح لودريان، في حوار مع إذاعة "ار تي ال"، أن أوروبا "تواجه مصيرها" مع أزمة كورونا التي تعصف بها، والتي يجد الأوروبيون صعوبات كبيرة في الاتفاق على سياسة اقتصادية مشتركة لمواجهتها، حيث ترفض بلدان الشمال، وعلى رأسها ألمانيا وهولندا، دعوات "التضامن المالي" وطلبات الاقتراض المشتركة التي تنادي بها دول الجنوب، لا سيما إيطاليا وإسبانيا وفرنسا.
لكن لودريان أشار إلى تفاؤله بدور الاتحاد الأوروبي، وقال: "لا أشارك البعض تشاؤمهم في ما يخص عمل الاتحاد الأوروبي وقدرته على النهوض، التي أبداها خلال الأيام الماضية".
واعترف لودريان بأن الاتحاد الأوروبي "تأخر في الانطلاق" لمواجهة الأزمة، لكنه استدرك بإبداء تفهمه لهذا التأخير الذي يعود، بحسبه، إلى "أسباب مختلفة"، من بينها أن الدول الأعضاء "فوجئت بحجم الأزمة"، وأن مواجهة وباء كهذا لم تكن "في صميم الاختصاصات الرئيسية للاتحاد الأوروبي"، إضافة إلى أن "الضرورة الملحة" دعت بعض الدول إلى اتخاذ مبادرات فردية، وإلى اصطدام الأوروبيين بـ"الاعتبارات القانونية" التي كان لا بد من التعامل معها. لكنه قال إنه "منذ ذلك الوقت، صار الأمر يجري بسرعة أكبر".
وأعطى وزير الخارجية الفرنسية مثالاً على "التضامن الملموس" و"العملي" بين الدول الأعضاء، متمثلاً في استقبال ألمانيا ولوكسمبورغ وسويسرا مرضى فرنسيين بهدف التخفيف عن مستشفيات منطقة الشرق الكبير الفرنسية المحاذية لهذه البلدان.
Twitter Post
|
وفي ردّ على ملاحظة حول اقتصار هذا التضامن على تفاهمات ثنائية بين البلدان، وعلى غياب تضامن وموقف مشترك للدول الأعضاء، ذكّر لودريان بـ"القرار الاستثنائي" الذي قام على أساسه البنك المركزي الأوروبي بتخصيص 750 مليار يورو لشراء قروض عامة وخاصة لمساعدة الدول الأعضاء. كما أشار إلى تفاؤله بتوصل الأوروبيين إلى تفاهم خلال الاجتماع المقبل حول إمكانية اقتراض مشترك لإنعاش الاقتصاد في الدول المتضررة.
في موضوع متصل، حذر وزير الخارجية الفرنسي من أن تصبح أفريقيا "قنبلة موقوتة" لفيروس كورونا، داعياً إلى "حشد إمكانات هائلة" لتجنب تحولها إلى "مركز" الوباء، بعد أوروبا والولايات المتحدة.
ولفت إلى أن انتشار الفيروس في القارة متأخر عن انتشاره في أوروبا، لكنه نبّه إلى "الزيادة الشديدة منذ عدة أيام" في أعداد المصابين في بلدان أفريقية، الأمر الذي من شأنه تحول القارة ذات "الأنظمة الصحية الهشّة" إلى مسرح لـ"موجة ثانية" من الوباء.
وقال: "بعد عبور أوروبا للأزمة، عليها ألا تعود عبر أفريقيا. كما أن هنالك حداً أدنى من التضامن مع هذه القارة". وأشار إلى تحضيره "خطة" مساعدة للقارة الأفريقية، مشيراً إلى أن هذه المسألة "تشكل هاجساً كبيراً للرئيس" الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وتحدث لودريان عن "مبادرات شديدة الأهمية" يجرى التحضير لها في الإطار الأوروبي وكذلك بين أعضاء مجموعة العشرين، من أجل تعزيز الدعم المقدم للقارة الأفريقية في ما يخص التدريب والكشف عن الفيروس والوقاية والحماية منه.
وفي سياق متصل، قال لودريان إن فرنسا أجلت أغلب رعاياها في الخارج، الذين بلغ عددهم مع بداية الوباء نحو 130 إلى 140 ألفاً، معلناً بقاء نحو 10 آلاف منهم في انتظار العودة.
وأشار إلى استمرار بلاده في إجلاء الأعداد المتبقية رغم "التعقيدات الكبيرة" المتعلقة بتسيير رحلات في بلدان أغلقت مطاراتها وحدودها، أو في الوصول إلى أماكن سياح فرنسيين عالقين في سلسلة جبال الأنديز، أو في جزيرة في الفيليبين، أو في جزر فيجي.