أكّد وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، اليوم الإثنين، على مواقف بلاده من الحصار المفروض عليها من قبل مفتعلي الأزمة الخليجية، مشدّداً على أنّ حملة دول الحصار استهدفت التدخل في الشؤون الداخلية لقطر وفرض الوصاية على قراراتها، فيما أبرز الانتهاكات الدولية الناتجة عن الحصار، وفي مقدّمتها ترويع القطريين وتهديدهم لتحقيق أهداف سياسية، واصفاً هذه الأفعال بـ"الإرهاب".
وقال بن عبد الرحمن آل الثاني، في ندوة بمعهد العلاقات الدولية في باريس (إيفري)، إن مطالب دول الحصار الأربع (السعودية، الإمارات، البحرين، ومصر) تم تصميمها لكي نرفضها، مشدداً على سعي بلاده لحل سلمي للأزمة من خلال دعم جهود الوساطة الكويتية المدعومة دولياً. وجدد استعداد قطر لمناقشة مطالب دول الحصار "إذا لم تمس سيادتنا".
وأوضح أن "دول الحصار اتهمت قطر بالإرهاب لأنها كانت تسعى إلى سياسة خارجية مستقلة"، مبيناً في الوقت نفسه، أن "توجيه مزاعم خاطئة لقطر أصبح النهج المعتاد لدول الحصار بهدف التصعيد المستمر".
وأكد وزير الخارجية القطري أن الحصار المفروض على قطر يمثل تهديداً وترويعاً لمواطني قطر لتحقيق أهداف سياسية، لافتاً إلى أن قطر قامت بتنويع اقتصادها وإنشاء أحد أكبر الموانئ في المنطقة لمواجهة الحصار.
وأضاف: "الإجراءات الأحادية التي اتخذتها دول الحصار تنتهك مبادئ القانون الدولي، وتنتهك أيضاً ميثاق مجلس التعاون الخليجي"، معتبراً أن "ما قامت به دول الحصار على الساحة الدولية أمر يبعث على العار والخجل".
وشدّد في هذا السياق، على أن قطر لا تنوي الانسحاب من مجلس التعاون الخليجي، قائلاً: إن مجلس التعاون مصدر استقرار في المنطقة.
وذكر أن قطر تبنت سياسة داعمة لكل الدول العربية، وخصوصاً الدول التي شهدت ثورات الربيع العربي، موضحاً أن دعم قطر لمصر لم يرتبط بوصول "الإخوان المسلمين" للحكم.
وتابع: "الطائفية مشكلة تُمزق منطقتنا ويجب التصدي لها"، مشدداً على ضرورة "محاسبة المسؤولين عن ارتكاب جرائم حرب في سورية".
من جهة ثانية، رأى بن عبد الرحمن آل ثاني، أن المقاطعة الاقتصادية لقطر تدفعها للتقارب مع إيران اقتصادياً. وقال "الإجراءات التي اتخذتها أربع دول عربية ضد قطر تدفع الدوحة للتقارب مع إيران وتقدم قطر كهدية إلى طهران أو أي قوة إقليمية".
وتساءل الوزير القطري عما إذا كان هدف الدول الأربع هو الدفع بدولة عضو في مجلس التعاون الخليجي صوب إيران، مؤكداً على أن قطر ما زالت لديها خلافات سياسية مع إيران بما في ذلك حول سورية.
وعن الموقف الأميركي من الأزمة الخليجية، قال إن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، حريص على إنهاء أزمة دبلوماسية في الخليج عبر الحوار بين الأطراف المختلفة.
وأضاف أنه لمس من ترامب رغبة كبيرة لإنهاء الأزمة، وأن ترامب لا يريد أن يرى صراعاً بين الأصدقاء.
بينما عبر الوزير القطري عن امتنان بلاده لفرنسا، لا سيما رئيسها إيمانويل ماكرون، الذي طالب برفع الحصار عن قطر، ودعا أميرها، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، إلى المشاركة بمؤتمر محاربة الإرهاب في باريس.