وقال جانيكلي، اليوم الجمعة، في مقابلة مع قناة "الخبر" التلفزيونية الخاصة، إنّ عملية تركيا في منطقة عفرين الخاضعة لسيطرة المليشيات الكردية في سورية، بدأت "فعلياً" بقصف عبر الحدود.
وأضاف جانيكلي أنّ الأمر يتطلّب تنفيذ عملية عسكرية في عفرين السورية دون تأخير، مؤكداً أنّ أنقرة ستواصل المحادثات مع روسيا بشأن العملية.
وقال الوزير التركي إنّ بلاده "يجب أن تطهر شمال سورية من العناصر الإرهابية"، مشيراً إلى أنّ تركيا تطوّر أنظمة أسلحة لمواجهة الصواريخ المضادة للدبابات التي تستخدمها "وحدات حماية الشعب" الكردية في سورية.
وأضاف: "لتخفيض خسائرنا المحتملة نعمل على إنضاج جميع الشروط اللازمة لذلك، وسنطبّق حساسيتنا هذه بكل مرحلة من العملية"، محذراً من أنّ "مستوى التهديدات ضد تركيا يرتفع كل يوم".
وأكد الوزير التركي أنّ "هذه العملية (في عفرين) ستتم، وكذلك مكافحتنا للإرهاب، ولكن توقيتها يتعلّق بظروف الحركة، وهذا جزء من التخطيط الأنجح لتحقيق العملية".
وتابع: "ستتم إزالة الخط الإرهابي من شمال سورية، ولا يوجد حلّ آخر"، في إشارة إلى المناطق التي تسيطر عليها مليشيات "حزب الاتحاد الديمقراطي" (الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني) في شمال سورية، بدعم من واشنطن.
وأضاف: "نعلم أنّ روسيا تدعم النظام بشكل كبير، ونعلم أنّ إمكانيات النظام السوري لتحقيق ما يتحدّث عنه محدودة. لا يجب النظر إلى هذه الحملة من ناحية ما يعتقد النظام فحسب. إنّ هذه الأمور يتمّ الحديث عنها على طاولة مكافحة الإرهاب، ولهذه الدرجة الأرضية متحرّكة".
قاعدة إنجرليك
قالت تقارير إن لواءين من القوات الخاصة التركية عالية التدريب سيشاركان في عملية عفرين.
وذكرت التقارير أنّ قائد الجيش التركي الثاني الجنرال إسماعيل ميتين تِمِل، سيقود العملية العسكرية في عفرين، حيث يقوم بالإشراف على كافة تفاصيلها، بما في ذلك نقاط المراقبة التي نشرها الجيش التركي جنوب المدينة في شمال سورية.
وفيما تتواصل حالة الاستنفار في صفوف الجيش التركي، بانتظار الأوامر بالهجوم، عاد تداول أمر إغلاق قاعدة "إنجرليك" العسكرية في وجه القوات الأميركية، رداً على موقف واشنطن الضبابي بشأن العملية، ودعمها للمليشيات.
وبينما دعت الخارجية الأميركية، أمس الخميس، أنقرة إلى عدم القيام بعملية ضد المليشيات الكردية في عفرين، قال الصحافي عبد القادر سيلفي، المعروف بقربه من دوائر صنع القرار التركية، إنّ أنقرة أوصلت رسائل إلى واشنطن حول إمكانية إغلاق كل من قاعدة إنجرليك وكوريجيك، التابعتين لحلف شمال الأطلسي (ناتو) في وجه القوات الأميركية.
وقال سيلفي، خلال برنامج حواري تلفزيوني، أمس الخميس: "حتى الآن، في الأزمة مع الولايات المتحدة، لم يتم بشكل رسمي الحديث عن إغلاق كل من قاعدة إنجرليك وكوريجيك، بينما يتداول ذلك بين الشعب التركي، ولكن تم إيصال هذا الأمر خلال لقاءات جرت في الولايات المتحدة".
وذكّر بأنّ أنقرة قامت بخطوة مماثلة، في السبعينيات، بعد قيام واشنطن بحظر بيع السلاح لها، وعدم اكتراث تركيا للرفض الأميركي للتدخل آنذاك في قبرص.
وأمس الخميس، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية هيدز ناورت، في مؤتمر صحافي، تعليقاً على عملية عسكرية تركية في عفرين، إنّ بلادها ستدعو تركيا "إلى عدم الإقدام على أفعال من هذا النوع. لا نريدهم أن ينخرطوا بأي عنف وإنّما أن يواصلوا التركيز على محاربة تنظيم داعش" الإرهابي.
قصف المليشيات الكردية
في المقابل، قالت مليشيات "وحدات حماية الشعب" الكردية، إنّ القوات التركية أطلقت قرابة 70 قذيفة على قرى كردية في منطقة عفرين بشمال غرب سورية، في قصف من الأراضي التركية بدأ عند منتصف الليل تقريباً، واستمر حتى صباح اليوم الجمعة.
وقال روجهات روج، المتحدّث باسم المليشيات في عفرين، لوكالة "رويترز"، إنّ "ذلك كان أعنف قصف تركي منذ أن صعّدت أنقرة تهديداتها بالقيام بعمل عسكري ضد المنطقة".
وأضاف روج متحدّثاً من عفرين، أنّ "وحدات حماية الشعب ستردّ بأشد قوة على أي هجوم على عفرين".
وقصف الجيش التركي مواقع "وحدات حماية الشعب" الكردية، في منطقة ميدان إكبس ومنطقة كفر جنة في ناحية عفرين، شمالي حلب، في شمال سورية، رداً على قصف صاروخي نفذته المليشيا الكردية استهدف مدينة إعزاز بريف حلب الشمالي الشرقي، وأسفر عن وقوع جرحى بين المدنيين.
وذكرت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، أنّ قوات من "درع الفرات" دخلت بالفعل إلى تركيا من منطقة الراعي، في طريقها إلى الجهة المقابلة لمدينة عفرين في الجانب التركي.
وكشفت مصادر أخرى، اليوم الجمعة، أنّ "الجيش التركي مستنفر لدرجة أنّ الوحدات القتالية الخاصة باتت شبه ممنوعة من تغيير لباسها"، بما يوحي وكأنّ الأمر قد يأتي في أي لحظة للهجوم على عفرين.
وأضافت المصادر أنّ "من الخيارات المتداولة في الموضوع العسكري، عدم قيام الأتراك بهجومٍ بريّ، والاكتفاء بضربات جوية محدّدة".
وعلّلت المصادر ذلك بـ"وجود عناصر الشرطة العسكرية الروسية في عفرين، ووجود قوات أميركية أيضاً"، في إشارة إلى أنّ أي تدخّل بري تركي قد يدفع للمواجهة المباشرة مع الولايات المتحدة أو مع روسيا، إذا لم يسبق العملية تنسيق.