خرج وزير الدفاع التونسي فرحات الحرشاني عن تحفظه، لأول مرة، موجّهاً تهديداً مباشراً بالاسم للإرهابيين الذين اغتالوا جندياً في بيته، وأمام مرأى والدته، في إحدى قرى محافظة القصرين.
وتوجّه الحرشاني قائلاً "طريقة الجريمة تدل على ضعفكم، هل أنت منتصر حين قتلت ابن عمك في بيته وأمام والدته؟ أنت غدار غدرت الوطن وعائلتك، أنت والمشاركون في القتل غادرون بالوطن وبالدِّين وبالعائلة، والمؤسسة العسكرية ستهاجمكم في جحوركم، وستدفعون الثمن غالياً طال الزمن أو قصر".
الحرشاني كان يشارك في الجنازة العسكرية للرقيب سعيد الغزلاني، بعد أن أقدمت، أول أمس السبت، "مجموعة إرهابية" على قتله في منزله بدوار الخرايفية بمعتمدية سبيبة من محافظة القصرين، وثبت أن من بين المشاركين في الجريمة أقرباء له.
ودعا الوزير التونسي العسكريين والأمنيين إلى ضرورة توخي الحذر في كل مكان يتواجدون فيه عند الخروج من الثكنات وفي المقاهي والطرقات.
واعتبر أن "الإرهابيين يستعملون وسيلة الغدر، وهم غير قادرين على المواجهة"، داعياً "المواطنين والأمنيين والعسكريين إلى توخي الحذر وعدم الاسترخاء"، ومؤكدا أن "المؤسسة العسكرية ستقوم بواجبها تجاه عائلة الشهيد، وستقوم بمهاجمة الإرهابيين في الأماكن التي يتحصنون بها في الجبال".
وكان تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) قد أعلن، أمس الأحد، في بيان له، مسؤوليته عن هذه العملية التي حصلت أول أمس السبت، وتركت العملية أثراً بالغاً في نفوس التونسيين، بسبب تورط أقرباء من عائلة العسكري في اغتياله، ووفاة خالته بعد تلقيها لخبر اغتياله، وقيام الجناة بتعنيف بعض أفراد الأسرة.
وأوصى رئيس الحكومة التونسية، يوسف الشاهد، بمتابعة الوضع النفسي للعائلة، وكلف وزيرة الصحة بالإحاطة بأفرادها، كما طالب بملاحقة "المجموعة الإرهابية" التي اغتالت الشهيد.
وتفاعلت عدة أحزاب تونسية مع الحادثة، وأصدرت بيانات مساندة للعائلة، وداعية إلى توحيد القوى لاستئصال "الورم الاٍرهابي" من تونس.
ويبدو رد الفعل التونسي، الرسمي والحزبي، على هذا العمل الاٍرهابي مختلفاً عن السابق، إذ خرج وزير الدفاع عن تحفظه المعهود، في حين أعلنت الحكومة لأول مرة عن عزمها "مهاجمة مجموعات الإرهابيين في معاقلهم"، علماً أنها تقوم بقصف هذه المواقع باستمرار، وتقوم بتمشيط مساحات واسعة من الجبال حيث تتحصن هذه المجموعات.
وتشير تقارير عديدة إلى أن الحصار المضروب على الجبال، خصوصاً المحاذية للقصرين، وقطع طريق الإمداد عنها، والقبض على عشرات الأشخاص الذين يتولون مهمة إسناد وتوفير المعلومات والمؤن، كلها عمليات زادت من عزلة المجموعات المتخفية بالجبال، ما دعاهم إلى محاولة النزول إلى سفوح الجبال ومهاجمة المحلات والمنازل القريبة للتزود بالمؤن.