دعا وزير الصحة الأردني علي الحياصات المواطنين إلى التوقف عن جملة من العادات الاجتماعية "السيئة" على حدّ وصفه، للمساهمة في منع انتشار الأمراض، خصوصاً مرض أنفلونزا الخنازير الذي تسبب حتى اللحظة خلال الموسم الحالي بوفاة تسعة أشخاص بينهم ثلاثة غير أردنيين.
وشدّد الوزير خلال حضوره اجتماعاً للجنة الصحة في مجلس النواب الأردني، على عدم وجود علاج ناجع للأنفلونزا العادية، أو أنفلونزا الخنازير، مشيراً إلى أن المرض سينتشر في موسم مرضي، ولا يمكن وقف انتشاره بشكل نهائي.
ولفت الحياصات إلى أهمية ما وصفه بـ "الوقاية الاجتماعية"، داعياً الأردنيين إلى الإقلاع عن عادة التقبيل عند السلام بشكل نهائي، حتى إنه عندما دخل إلى الاجتماع طلب من الحاضرين عدم تبادل القبل والاكتفاء بالسلام باليد، إضافة إلى دعوته لهم إلى عدم استعمال نفس الفنجان عند شرب القهوة العربية في المناسبات الاجتماعية، والاستعاضة عن الفناجين الزجاجية بأخرى بلاستكية تستعمل لمرة واحدة، كما أكد ضرورة الالتزام بأدب العطس.
يشار إلى أنه، منذ عام 2009 الذي شهد ظهور أولى حالات الإصابة بالمرض في الأردن، تكررت الدعوات الصادرة من وزارة الصحة الأردنية، لتجنب القبل والإقلاع عن بعض العادات الاجتماعية، لكنها دعوات قوبلت بالرفض أحياناً والتهكم في كثير من الأحيان من قبل ناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأثار ارتفاع الإصابة بالمرض خلال الموسم الحالي حالة ذعر في صفوف الأردنيين الذين حملوا الوزارة مسؤولية التقصير لعدم محاصرة المرض، فيما أقدمت مستشفيات خاصة على زيادة الذعر لدى المراجعين، ما اعتبره الوزير تصرفاً غير مسؤول بهدف استغلال المرضى.
ووفقاً لأرقام مديرية الأمراض السارية في وزارة الصحة، فإن عدد الوفيات نتيجة كل أنواع الأنفلونزا بلغت خلال الموسم الحالي 27 وفاة، فيما بلغ عدد حالات الإصابة بأنفلونزا الخنازير المكتشفة 237 إصابة نتج عنها تسع وفيات، ست منها تعود لأردنيين، وثلاثة لسورييْن وهندي.
من جهتها، أرجعت مندوبة منظمة الصحة العالمية في عمّان الدكتورة ندى الورد ارتفاع حالات الإصابة بأنفلونزا الخنازير في الأردن خلال الموسم الحالي إلى كفاءة جهاز الرصد في الأردن الذي كشف عن الحالات المصابة.
في سياق متصل، دعا تقرير صادر عن مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) – جهة مستقلة - وسائل الإعلام إلى توخي الدقة عند التعامل مع قضايا ذات حساسية بالغة، ومن بينها الصحة العامة، مشيراً إلى جملة من التقارير الإخبارية التي كان مصدرها شائعات تناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي، وكانت سبباً في إثارة الخوف.
اقرأ أيضاً: طبيبة سعودية: وخزات الإبر تنقل أكثر من 20 ميكروباً