تطرح الزيارة التي بدأها وزير دفاع النظام السوري، فهد جاسم الفريج، اليوم الثلاثاء، إلى طهران، العديد من الأسئلة، على خلفية معطيات كثيرة وجديدة، تأتي في مقدمتها الهزائم العسكرية المتتالية التي تلقتها قوات النظام السوري، والمليشيات الأجنبية المساندة لها، في محافظتي إدلب ودرعا، خلال الشهر الماضي. فضلاً، عن الأنباء التي تتحدث عن توتر يسود علاقات طهران بدمشق، جراء تحميل الأخيرة مسؤولية الخسائر التي منيت بها طهران.
وأفادت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا)، اليوم الثلاثاء، أن الفريج "بدأ زيارة رسمية تستغرق يومين للجمهورية الإسلامية الإيرانية على رأس وفد عسكري". وسيبحث الفريج مع نظيره الإيراني، العميد حسين دهقان، والقيادات العسكرية الإيرانية في "تعزيز التنسيق والتعاون المشترك بين الجيشين الصديقين، بخاصة في مواجهة الإرهاب والتحديات المشتركة في المنطقة وتوفير عوامل الأمن والاستقرار فيها"، بحسب الوكالة.
ولا يمكن فصل الزيارة التي يقوم بها الفريج للحليف العسكري والمالي الإقليمي الأبرز لدمشق، عن التقدم "البطيء والجيد"، بحسب وصف مسؤولين إيرانيين، والذي يتحقق في الملف النووي الإيراني.
وقال وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، أمس الاثنين، حين التقى وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، إن إيران والدول الست الكبرى باتا "أقرب أكثر من أي وقت مضى"، لإنهاء خلافاتهما عبر البدء بكتابة نص الاتفاق النهائي، المزمع توقيعه في 30 حزيران/يونيو المقبل، وفق ما قاله ظريف، اليوم الثلاثاء.
اقرأ أيضاً: " تذمر" إيراني من دمشق
ويبدو أن "التخلي" الإيراني، غير المباشر، عن نظام الأسد، قد تعزز في أجواء الزخم العربي الذي حققته عملية "عاصفة الحزم"، التي تهدف إلى حل الأزمة اليمنية من جهة، وإلى توجيه صفعة، خليجية تحديداً، إلى الطموحات الإمبراطورية للجمهورية الإسلامية، التي بدأت على ما يبدو اكتشاف مدى لا واقعيتها، من جهة أخرى.
وفي السياق، يبدو أن مسعى المبعوث الدولي الخاص إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، لإنعاش الملف السوري، سياسياً، عبر محادثات يجريها مع مختلف الأطراف الفاعلة في الأزمة، الإقليمية منها قبل المحلية، يلقى ترحيباً وقبولاً، ويعبّر عن حاجة حيويّة في أعقاب المعطيات الجديدة التي شهدها المشهد السوري على المستوى الميداني، والمشهد الإقليمي على مستوى المواجهة العربية ـ الإيرانية في اليمن، والمشهد الدولي فيما يخص الملف النووي، وهو السياق الذي سوف يتوّج بقمتين، يمكن وصفهما بالاستثنائيتين، ستعقدان في شهر مايو/أيار المقبل، تضم الأولى، وهي "تشاورية"، زعماء دول الخليج العربي، الذين سيلتقون في قمة ثانية الرئيس الأميركي، باراك أوباما، وفق ما أعلن وزير الخارجية الكويتي، صباح خالد الحمد الصباح، اليوم الثلاثاء.
وبموازاة هذه التحركات، تعمل الرياض على إعداد مؤتمر للمعارضة السورية، بكافة أطيافها، يدعو إلى الخروج بوثيقة تفاهم من أجل تشكيل هيئة حكم انتقالية من دون الأسد، لقيادة المرحلة الانتقالية، من خلال توزيع الصلاحيات والنفوذ بحسب محاصصات طائفية وحزبية. وهو الأمر الذي يشكل مؤشراً على بدء مرحلة جديدة في إعادة توجيه دفة الصراع السوري، نحو ضغط مكثف على نظام دمشق، يمثل ترجمة لتوازن القوى الجديد القائم: داخل سورية، وفي الإقليم، وعبر العالم، بما يسمح لـ"المتفائلين" بالحديث عن "اليوم التالي" للأسد.
اقرأ أيضاً: فصائل معارضة تشكّل غرفة عمليات جديدة لـ"فتح حلب"