وفاة أول مصري من مصابي تسمم المياه في الشرقية

توفى مواطن مصري، صباح اليوم السبت، نتيجة إصابته ضمن 586 مواطناً مصرياً بحالات تسمم من مياه الشرب، بمركز الإبراهيمية في محافظة الشرقية، شمال مصر.

وقالت مصادر طبية: "إن أحمد كمال أحمد ذكي (54 عاماً) من مدينة الإبراهيمية، توفى متأثراً بإصابته نتيجة التسمم الذي أصيب به المئات أمس، وإنه كان يعالج، بمستشفى الإبراهيمية، وزادت حالته خطورة في الساعات الأولى من صباح اليوم السبت، وتم نقله إلى مستشفى الأحرار العام بالزقازيق ولفظ أنفاسه الأخيرة بها".

وأفادت تصريحات صحافية لمسؤولين بوزارة الصحة المصرية أن أعداد المصابين ارتفعت إلى أكثر من 580 حالة حتى مساء أمس الجمعة.

وسادت حالة من الغضب والهياج بين أهالي محافظة الشرقية التي تبعد عن القاهرة نحو 100 كم، وتعد ثاني أكبر المحافظات المصرية من حيث عدد السكان بعد محافظة القاهرة، نتيجة إصابة مئات المواطنين بحالة تسمم مفاجئ أمس، وقد اتهم المواطنون الحكومة بالتسبب في إصابتهم، بسبب الإهمال واختلاط مياه الشرب بالصرف الصحي، فيما يرى بعضهم أن سبب التسمم هو حادث غرق السفينة المحمّلة بـ 500 طن من الفوسفات بالنيل، والتي حدثت في قنا بصعيد مصر منتصف الأسبوع الماضي.

وتشهد مستشفيات المحافظة حالةً من الارتباك، الأمر الذي دفع وزير الصحة عادل العدوي، للانتقال إلى المحافظة.

وطلبت المستشفيات التي ظهرت فيها حالات التسمم الدعم من المستشفيات المجاورة، من أجل توفير عدد من المضادات الحيوية لمواجهة الإصابات المرضية التي تنوعت ما بين التهابات معوية، وإصابات أميبية وبكتيرية وإسهال وقيء، طالت الكثير من السكان بينهم أطفال وسيدات توافدوا إلى المراكز الصحية والصيدليات بأعداد كبيرة.

وأبدى العديد من المواطنين استياءهم من حالة اللامبالاة التي تبديها مؤسسة المياه تجاه المشكلة.
ويرى بعض المواطنين أن السبب قد يكون ناتجاً عن الخضروات الزراعية التي يتم سقيها بمياه المجاري، إذ إن هناك الكثير من المزارعين يقومون بري المحاصيل الزراعية من مياه الصرف الصحي، ويرى آخرون أن الحكومة سوف تتهم المواطنين بالتسمم، لتبرئ نفسها من الحادث.

ونفت الأجهزة الحكومية، ممثلة بشركات المياه التابعة لوزارة الإسكان، وجود أي تلوث للمياه أو أي اختلاط للمياه بمياه الصرف الصحي، وقالت الشركة القابضة لمياه الشرب

والصرف الصحي في بيان لها، إن حالات التسمم بالشرقية سببها لجوء المواطنين لشرب المياه من "الجراكن" (أوعية بلاستيكية يتم جلب وتخزين المياه فيها في العديد من القرى المصرية)، مؤكدة أن مياه الشرب المنتجة من كافة محطاتها نقية ومطابقة للمواصفات التي حددتها وزارة الصحة المصرية.

وأضافت الشركة أن حالات التسمم ظهرت بأحد شوارع الإبراهيمية وليس بالمركز والمدينة ككل، وأن المحطة تغذي قرابة 43 ألف نسمة، وأنه لا يجوز اعتبار مياه الشرب المتهم الأول في كافة حوادث التسمم من دون دليل، وأن ما يحدث ما هو إلا استمرار لاستغلال بعض الأحداث للهجوم على خدمة مياه الشرب لخدمة مصالح جهات معينة.

اقرأ أيضاً:
إصابة 420 بالتسمّم من مياه الشرب في مصر (صور)
فوسفات في النيل.. 7 حوادث لوثت مياه شرب المصريين
خبراء: "الفوسفات في النيل" تهديد حقيقي للمصريين