اعتقلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي الفلسطيني حسن الشوامرة، في 22 فبراير/شباط 2016، وكان يتمتع بصحة جيدة ولا يعاني من أي أمراض، وخرج من السجن بعد عام واحد يعاني من مرض السرطان الذي تسبب في وفاته.
والشهيد الشوامرة (53 سنة) من بلدة دورا جنوب مدينة الخليل في جنوب الضفة الغربية المحتلة، أب لثمانية أبناء، وكان يعول عددا من أفراد عائلته، واعتقل بتهمة نقل ثلاثة شبان من بلدة قباطيا نفذوا عملية بمدينة القدس في فبراير 2016.
يروي نادر الشوامرة، وهو ابن عم الشهيد، حكاية المرض خلف القضبان، قائلا لـ"العربي الجديد"، إن الراحل اعتقل وهو بصحة جيدة وأصيب بالمرض بعد خمسة أشهر من الاعتقال، ونقلته مصلحة السجون إلى عيادة سجن الرملة، وتم علاجه ببعض المسكنات، دون أي رعاية طبية تذكر.
ويواصل "تفاقمت الحالة الصحية للشوامرة في عيادة سجن الرملة، ما دفع مصلحة السجون إلى نقله إلى مستشفى (رمبام) في مدينة حيفا، وهناك قال الأطباء إن حالته الصحية ميؤوس منها لأنه مصاب بالسرطان، ويجب أن يطلق سراحه فورا. خضع في المستشفى لعملية جراحية في الدماغ، بعد أن يئس الأطباء من حالته الصحية، لكن المرض كان متفشيا في أنحاء جسده، وأفرج عنه في 29 يونيو 2017".
لم يمض الشوامرة أي وقت في منزله، بل نقل إلى مستشفى "سوروكا" الإسرائيلي لتلقي العلاج، وبقي هناك حتى أعلن صباح اليوم الاثنين، عن استشهاده بعد صراع مع مرض السرطان.
وأكدت عائلة الشوامرة أن صحة ابنها كانت على ما يرام، وأنه لم يكن يعاني من أي أمراض، وأن السجون والتحقيق تسببت في إصابته بالمرض بعد خمسة شهور فقط، وبعدها بشهور فارق الحياة.
كان الشوامرة يعمل في مجال الدواجن، وسبق أن عمل في ورشات البناء، وهو من الفلسطينيين الذين ترفض سلطات الاحتلال الإسرائيلي منحهم تصاريح العمل بحجة المنع الأمني، وسبق أن اعتقل في الانتفاضتين الأولى والثانية لمدة عامين ونصف.
وقال مدير نادي الأسير الفلسطيني في مدينة الخليل، أمجد النجار، لـ"العربي الجديد"، إن الأسير الشوامرة أصيب بالمرض في سجون الاحتلال الإسرائيلي. "خلال العام الذي اعتقل فيه عانى من آلام في سجن (عوفر)، ونقل على إثرها إلى المستشفى لتلقي العلاج، وبعد إجراء الفحوص الطبية تبين أنه مصاب بمرض السرطان".
وأوضح النجار "أظهرت الفحوص تفشي السرطان في جسده، لكن الاحتلال الإسرائيلي ماطل في إطلاق سراحه بعد عدة طلبات من المحامين، وأفرج عنه بعد إطلاع المحكمة على ملفاته الطبية، وأن الحالة المرضية التي عانى منها خطيرة وميؤوس منها".
ويضيف "لولا السرطان الذي أصيب به الشوامرة في السجون، كان سيحاكم بتهمة نقله الشبان الثلاثة من بلدة قباطيا في مدينة جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة، إلى مدينة القدس لتنفيذ العملية الفدائية في حي باب العامود في فبراير 2016، والتي قتل فيها مجندة إسرائيلية".
من جهته، حمل رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين، عيسى قراقع، سلطات الاحتلال الإسرائيلي ومصلحة السجون مسؤولية استشهاد الأسير المحرر الشوامرة، وقال في بيان صحافي، إن "الإهمال الطبي المتعمد في سجون الاحتلال هو السبب الرئيسي في استشهاد الأسير الشوامرة"، مشيرا إلى أن هناك أكثر من 25 أسيرا فلسطينيا مصابين بمرض السرطان، وأن سجون الاحتلال باتت مكانا لزرع الأمراض والأوبئة في أجساد المعتقلين.
Twitter Post
|