ورحل راضي عن عمر ناهز 77 عاماً، بعد سنوات من صراع المرض الذي منعه من إخراج أي عمل تلفزيوني، منذ 16 عاماً، إذ إن "الكومي" (2001) يعد عمله التلفزيوني الأخير، وركز على المجال السينمائي الذي عشقه، لإيمانه بقدرة الشاشة الكبيرة على صناعة التاريخ والبقاء في ذاكرة الجمهور.
آمن راضي طوال حياته بأن الفن يجب ألا يعتمد على الموهبة فقط، لذا درس الإخراج في "المعهد العالي للسينما". ولإرضاء أهله الذين رفضوا امتهانه الفن، التحق أولاً بكلية الحقوق، وحصل بالفعل على الإجازة الجامعية.
بدأ المخرج المصري بتقديم بعض الأفلام التسجيلية، ثم قدم فيلمين قصيرين: "الفراشة" و"المقيدون للخلف". ولأن الجمهور والنقاد أبدوا اهتماماً واسعاً إزاء هذه الفئة من الأفلام، في منتصف الستينيات، حاز راضي تغطية إعلامية واسعة تطرقت إلى موهبته.
وفي رصيده أفلام سينمائية ومسلسلات تلفزيونية مهمة، بينها فيلم "الحاجز" (1970) الذي شاركت في بطولته نادية لطفي ويحيى شاهين ونور الشريف، وتوالت أعماله بعد ذلك، وأخرج أحياناً فيلماً كل عام. وقام بتجربة جديدة في السينما المصرية، راصداً الرعب في فيلم "الإنس والجن" (1985) الذي لعب بطولته عادل إمام ويسرا.
لم يفت راضي تقديم أعمال وطنية رصدت الجيش المصري، عبر أفلام "العمر لحظة" و"أبناء الصمت" و"وراء الشمس"، الذي اخترق راضي عن طريقه حاجز المعتقلات السياسية وما يحدث فيها، ما أثار جدلاً كبيراً حينها، خاصة أنه صدر عقب نكسة 1967.