رحل الطفل عبد الرحمن عبيد الله (15 عاماً)، وترك خلفه ألعاب الطفولة والذكريات المضرجة بدمائه لُتبكي كلّ فرد من أفراد عائلته حُزناً على رحيله.
استشهد عبيد الله، ظهر اليوم الإثنين، وهو من سكان مخيم عايدة للاجئين الفلسطينيين شمالي مدينة بيت لحم جنوب الضفة الغربية المحتلة، برصاصة قناص إسرائيلي في صدره أصابت القلب مباشرة، أثناء تواجده عند منطقة المفتاح عند مدخل المخيم حيث اندلعت هناك مواجهات.
ويقول فادي عبيد الله عمّ "الشهيد" بصوت متقطع وباكٍ لـ"العربي الجديد"، سمع عبد الرحمن صوت الرصاص الحي الذي أطلقه جنود الاحتلال عند مدخل المخيم، واختبأ عند الصخرة المنصوب عليها مفتاح العودة بالقرب من مركز لاجئ، قبل أن يستهدفه جندي من وحدة القناصة في جيش الاحتلال ويقتله مع سبق الإصرار والترصد.
"خلوق هو عبد الرحمن، محبوب بين الناس، لديه الكثير من الأصدقاء في المخيم" يتابع العم الحديث عن ابن أخيه الشهيد، قبل أن يستسلم للبكاء حين أخذته الذكريات السريعة لعبد الرحمن، وهو يرافقه أثناء تقديمه عروضاً مسرحية للأطفال الصغار ليرسم الابتسامة على وجوههم.
ويُحب الطفل الشهيد عمل الخير ومساعدة الناس، وبحسب عمه فإنه سباق إلى المشاركة في الأعمال التطوعية في المخيم ومدينته بيت لحم، عدا أنه رسم الابتسامة على وجوه الكثير من الأطفال الصغار في العديد من العروض والمسرحيات، فيما عرف عنه التمتع بهدوء الأعصاب والتفوق في دراسته بالصف التاسع الأساسي في مدرسة المخيم.
وقتل مع عبد الرحمن حلمه في أن يلتحق في مجال "التمثيل" هذا ما كان يخبر عمه عنه، ويضيف العم بأنه كان بارعاً في ذلك، إضافة إلى حبه الكثير للألوان والرسم، "طفل مثله مثل أطفال العالم، كان يُحب العيش، كان يحب اللعب، لكنه قُتل ولم يعد هنا" يختم العم الحزين حديثه مع "العربي الجديد".
لن يعود عبد الرحمن لأمه وأبيه، ولن يُضحك إخوته الأربعة، وسيترك فراغاً كبيراً بين أفراد عائلته فهو كثير الحركة في البيت، عدا أنه محبوب جداً، وكذلك لن يذهب عبد الرحمن إلى مركز لاجئ، ذلك المركز الثقافي الاجتماعي ليلعب هناك مع أصدقائه.
فيما ستترك الألعاب التي كان يحملها معه في جيبه وحقيبته المدرسية، وأغراضه في المنزل الكثير من الذكريات المؤلمة لعائلته التي ستبكي كثيراً على فراقه.
اقرأ أيضاً: آلاف الفلسطينيين يشيعون جثمان الشهيد سليمان في طولكرم