وصل إلى العاصمة العراقية بغداد، مساء الأحد، وفد من جماعة أنصار الله (الحوثي) اليمنية برئاسة المتحدث الإعلامي للجماعة محمد عبد السلام، فيما كشفت مصادر سياسية عراقية عن لقاءات مرتقبة للوفد بشخصيات إيرانية وسورية في العراق.
وأوضح مصدر في وزارة الخارجية العراقية لـ "العربي الجديد" أنّ "الوفد التقى فور وصوله بوزير الخارجية العراقي ابراهيم الجعفري، وسياسيين عراقيين، وقيادات في التحالف الوطني الحاكم". كما أكد أنّ الوفد بحث مع المسؤولين العراقيين، تنسيق الجهود بين الجانبين في ما يتعلّق بالشؤون العسكرية، وتقديم مساعدات مادية للحوثيين.
وبحسب المصدر أيضاً، فإنّ وفد الحوثيين وصل إلى مطار بغداد، الليلة الماضية، قبل أن ينتقل إلى المنطقة الخضراء المحصنة، وسط حراسة أمنية مشددة، لافتاً إلى أنّ الوفد سيلتقي شخصيات سياسية وعسكرية إيرانية وسورية على هامش زيارته إلى العراق.
كما كشف أنّ الوفد سيتوجّه أيضاً إلى العاصمة اللبنانية بيروت، ثم إلى العاصمة الإيرانية طهران، بعد انتهاء زيارته إلى العراق.
ومن المقرر أن يقوم الوفد بجولة تشمل عدداًَ من الدول، للبحث في الاعتراف بما يسمى "المجلس السياسي الأعلى" الذي تشكل بالمناصفة مع جناح الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح.
وتأتي الزيارة بالتزامن مع التصعيد العسكري في المناطق الحدودية بين اليمن والسعودية، إذ صعّد الحوثيون هجماتهم على المناطق السعودية، مقابل غارات جوية مكثفة بصورة يومية تنفّذها مقاتلات التحالف العربي.
وجاء التصعيد عقب انهيار تفاهمات مباشرة بين "الحوثيين" والرياض، كانت قد أفضت إلى هدنة في الحدود مارس/آذار الماضي استمرّت لنحو ثلاثة أشهر.
وتحمل الزيارة أبعاداً تعزز ارتباطات الحوثيين بمحور الحكومات المعروفة بقربها من إيران، وجاءت في وقت توترت فيه العلاقة بين الرياض وبغداد، على خلفية ما أثير حول محاولة اغتيال السفير السعودي، ثامر السبهان، قبل أن يصل الأمر إلى مطالبة من الحكومة العراقية باستبداله.
وكان "التحالف العربي" قد منع وفد الحوثيين وحزب المؤتمر الذي يترأسه الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، من العودة إلى صنعاء، عقب مشاورات الكويت، التي اختتمت في السابع من أغسطس/آب، وهو ما أبقى الوفد في سلطنة عُمان.