ويشير توقيت الزيارة ومستوى الوفد إلى أن في الأمر ما هو أبعد وأهم من "القضايا الاقتصادية"؛ فالزيارة تأتي في لحظة انتقالية مفتوحة على تحولات كبيرة قد تشمل الموقف من الوضع الفلسطيني، وبالتحديد موضوع القدس والمستوطنات التي تلقى التأييد والدعم من جانب رموز نافذة في فريق دونالد ترامب.
كما تأتي الزيارة عشية مؤتمر باريس للسلام المزمع عقده في الحادي والعشرين من الشهر الجاري، والذي تميل الإدارة الأميركية للمشاركة فيه ولو أنها لم تعلن عن ذلك بعد.
كما أن الإدارة الأميركية ما زالت تتكتم حول موضوع الاعتراف بالدولة الفسطينية وما إذا كانت تنوي طرحه في مجلس الأمن لاستصدار قرار بشأنه، مع أن مثل هذا الاحتمال بات مستبعداً كما يرى مارتن أنديك الذي استعانت به الإدارة الأميركية كمبعوث في محاولتها لإنجاز تسوية والذي انتهت مساعيه في شهر أبريل/نيسان الماضي عام 2014 إلى الفشل.
ومن المتوقع أن يلتقي الوفد مع مرجعيات من الحزب الجمهوري، خاصة في الكونغرس، وذلك ربما لمفاتحة هذه الجهات بالقلق الفلسطيني حول ما تردد أخيراً، عن اعتزام قيادات في صفوف المحافظين تحريك موضوع نقل السفارة الأميركية إلى القدس، ويزيد من القلق الفلسطيني أن تلميحات ولو ملتبسة كانت قد صدرت عن ترامب نفسه كما عن بعضهم من محيط فريقه المتأثر بدعوات تحريضية من هذا النوع.
وليس من المستبعد أن يلتقي الوفد مع بعض المستشارين أو المعاونين المقربين من فريق ترامب الانتقالي، مثل وليد فارس اللبناني الأصل الذي استعان به الرئيس المنتخب كخبير في قضايا الشرق الأوسط خلال حملته الانتخابية.