نظمت "الشبكة التونسية للتصدي لمنظومة التطبيع" وقفة احتجاجية بشارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة تونس، مساء اليوم الثلاثاء، للتنديد بالتطبيع والتفريط الممنهج في ما وصفته بأمّ القضايا وللتصدي لخطر التطبيع الداهم.
ورفعت خلال هذه الوقفة، التي طغى عليها الحماس والغضب من التطبيع، عدة شعارات ورايات فلسطينية وتونسية، وتعالت الحناجر المعبرة عن تضامنها المطلق مع الشعب الفلسطيني والمنددة بالأنظمة العربية المطبعة.
وقال الناشط السياسي ورئيس المنتدى التونسي للسيادة الوطنية، نفطي حولة، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن هذه الوقفة هي ضد الهجمة والهرولة للتطبيع، مبينا أن ائتلاف الشبكة التونسية للتصدي للتطبيع، والذي يضم عدة جمعيات، يندد بما يحصل من قبل بعض الأنظمة المطبعة، كالإمارات والبحرين، وما سيتبعها.
وأوضح حولة أن "الشعب العربي المدافع عن القضية لن يقبل بالتطبيع، وبما يحصل في الأراضي الفلسطينية من انتهاكات، خاصة وأنه وإلى اليوم يستمر القتل، وهدم المنازل، والقبض على الأسرى الفلسطينيين".
وبينت رئيسة الهيئة الوطنية لدعم المقاومة ومقاومة التطبيع، نعيمة عمامو، أن "هذه الوقفة هي لمسة وفاء لدماء الشهداء الفلسطينيين، وأيضا لكل التونسيين الذين ضحوا بدمائهم من أجل فلسطين في العام 1948 وآخرهم الشهيد محمد الزواري"، مضيفة أن "هذه الوقفة للأسرى الفلسطينيين المرابطين في السجون والجرحى وكل من يناضل من أجل استرداد الحقوق لأصحابها".
وأكدت أن "من ضحى بالدم ومن رفع بندقية وكل نفس حر سيكونون بالمرصاد للأنظمة الخليجية المطبعة".
وأفاد منسق شبكة باب المغاربة للدراسات الإستراتيجية، صلاح الدين الداودي، أن "الشأن العربي واحد، وأنهم ينددون بالأنظمة الخليجية المطبعة والموالية للصهيونية، فالوجود الفلسطيني مهدد من عدة أنظمة، وبالتالي الدفاع اليوم هو عن قضايا وجودية ولجمع شتات الأمة العربية، لأن ما يحصل خطير، وهو اندماج صهيوني لمزيد من التوسع وضم الأراضي".
وقال الداودي إن "الكيان الصهيوني حفر قبره بيده، وآن الأوان للمقاومة لكي تسترد ما سلب منها".
وقال العميد الفلسطيني جابر فياض، إن "الشعوب العربية توجه اليوم رسالة إلى الأنظمة المطبعة مع الكيان الصهيوني، وهذه العلاقات في الحقيقة كانت موجودة منذ قديم الزمان، ولكن الرئيس الأميركي ترامب كشفها للأضواء"، مؤكدا أن "عروش هذه الأنظمة التي ركضت للتطبيع خدمة لمصالحها ستهتز ولن تبقى طويلا، والشعب الفلسطيني سيبقى صامدا".
وأوضح، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن الشعب الفلسطيني لن يتأثر بمن خذله.
ويرى النقابي الفلسطيني بدران أنه "وفي مثل هذه الأيام، وفي مثل هذا الزمن العربي الرديء، وفي ظل خيانة لا تتوقف من أنظمة عربية مطبعة، كان الأصح أن تكون مواقفها متحيزة مع الفلسطينيين، ولكنها اليوم مع العدو الصهيوني، الملطخة أيديه بدماء الفلسطينيين".
وبيّن أن "الانحياز الحقيقي هو للقدس ولكرامة الشعب الفلسطيني لمساعدته على استرداد حقوقه"، مؤكدا، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن "الرسالة اليوم هي للشعب العربي وللأنظمة العربية الرسمية، ولكل من هم صامدون مع فلسطين، بأن يواصلوا صمودهم، وعطاءهم، ولكي يستمروا في التنديد بالتطبيع من أجل فك العزلة عن الشعب الفلسطيني".