تقف هذه الزاوية مع مبدع عربي في أسئلة سريعة حول انشغالاته الإبداعية وجديد إنتاجه وبعض ما يودّ مشاطرته مع متابعيه.
■ ما الذي يشغلك هذه الأيام؟
- يشغلني مالئ الدنيا وقاتل الناس. ننام ونصحو على أخباره فنعدُّ كل يوم ضحاياه وقد أصبح الإنسان بسببه كائناً غير اجتماعي.
■ ما هو آخر عمل صدر لك وما هو عملك المقبل؟
- مسرحية "هوامش على شريط الذاكرة" من إنتاج "المسرح الوطني التونسي"، وهو عمل يندرج في ما يُسمّى "مسرح السيرة".
■ هل أنت راضٍ عن إنتاجك ولماذا؟
- أنا راضٍ عن عدم رضاي عن إنتاجاتي، فالرضا هو نهاية الفنان وعنوان غروره والإبداع هو تساؤل لا يستكين، المسرح فن مشهدي يجد أمامه متفرجاً لم يعد يرضى بالسائد والمكرّر. بشكل عام، لستُ ثرثاراً بخصوص إنتاجاتي، أملي ألا أشبه غيري ولا حتى نفسي، فالاختلاف هو هاجسي وغايتي.
■ لو قيّض لك البدء من جديد، أي مسار كنت ستختار؟
- نفس المسار لكن بحرص على ارتكاب أقلّ أخطاء، رغم أنني لست نادماً على شيء كما غنّت إديث بياف، فالأخطاء هي الوجه الآخر للنجاح والتبرؤ من مسار مضى خيانة وجودية.
■ ما هو التغيير الذي تنتظره أو تريده في العالم؟
- هذا التساؤل مشغل فلسفيّ. بالنسبة لي، فإن العالم متغيّر بطبعه والحديث عن رغبة في تغييرٍ ما هو من قبيل الأحلام الطوباوية، ونحن لا نسبح في النهر مرتين، لذلك فإن التغيير على التغيير هو ثبات.
■ شخصية من الماضي تودّ لقاءها، ولماذا هي بالذات؟
- شكسبير الذي اختزل المسرحيين ممن جاء قبله وبعده علّنا نفهم سرّ عبقريته، وها نحن نستحضره متى أخرجنا أو شاهدنا مسرحياته برؤية وطرح جديدين.
■ صديق يخطر على بالك أو كتاب تعود إليه دائماً؟
- الأصدقاء مثل ماء النهر ولا أعود أبداً لكتاب قرأته إلا لغاية بحثية، فكل كتاب هو رؤية شخصية لكاتبه والرجوع إلى كتاب قرأتُه يجعلني أشعر بأنني أشبه تلميذاً غبياً أو مثل شخص فاقد للذاكرة. الكتب تُقرأ مرة واحدة ثم نحتفظ بها في مكتباتنا كما نحتفظ بذكرى جميلة.
■ ماذا تقرأ الآن؟
- مسرحية "مفاتيح القيروان" للصديق كمال العيادي، وهو كاتب تونسي مقيم في ألمانيا، كنّا قد درسنا المسرح في نفس الفترة ثم هاجر بعيداً.
■ ماذا تسمع الآن وهل تقترح علينا تجربة غنائية أو موسيقية يمكننا أن نشاركك سماعها؟
- أحبّ إديث بياف وبشكل عام الموسيقى الراقية التي نجد فيها جهداً، ولا أطيق سماع ما يُسمى "الفن الشعبي" وأعتبر سماعه عقوبة.
بطاقة
مخرج وناقد مسرحي تونسي من مواليد 1965. يعتمد مسرحه على التجريب والتفاعل مع عناصر فرجوية متنوعة مثل السيرك والإيماء والإلقاء الشعري. ومن أبرز المسرحيات التي أخرجها: "ليلة 27" (1990)، و"الدرس" (1993)، و"من روميو إلى جولييت" (1998)، و"بعد حين" (2004)، "ترى ما رأيت" (2011) و"أو لا تكون" (2016)، و"هوامش على شريط الذاكرة" (2019).