تقف هذه الزاوية مع مبدع عربي في أسئلة سريعة حول انشغالاته الإبداعية وجديد إنتاجه وبعض ما يودّ مشاطرته قرّاءه. "أتاحت لي عطلة كورونا الإلزامية وقتاً لم يكن متاحاً لي في الأيام العادية، فتفرّغتُ لإنجاز أبحاث بدأتها سابقاً"، يقول الباحث والأكاديمي عمر الغول.
■ ما الذي يشغلك هذه الأيام؟
- أتاحت لي "عطلة كورونا" الإلزامية وقتاً لم يكن متاحاً لي في الأيام العادية، فأنا منشغل حالياً بإنجاز أبحاث كنت بدأتها سابقاً، ولم يتسنّ لي الوقت لإتمامها، فأُتيح لي التفرّغ الآن لها. ومن جهة أخرى، وضعتُ منذ حين بعيد قائمة "قراءات مقترحة" طويلة، أقرأ منها في هذه الأيام. عدا ذلك، فأنا أتابع شؤون مكتبة "جامعة اليرموك"، من حيث تأمين ما أمكن من قواعد البيانات التي تعين على استمرار العمليتين البحثية والتدريسية، كما أتابع فعاليات البرنامج الثقافي للمكتبة، وخاصة عروض الأفلام بالتعاون مع "الهيئة الملكية للأفلام"، وفعاليات "نادي الكتاب".
■ ما هو آخر عمل صدر لك وما هو عملك القادم؟
- نشرتُ بردية قرآنية مبكرة كُتبت عليها "سورة الفلق"، وقد رُتبت آياتها ترتيباً يخالف الترتيب المعروف، مما يوحي بأنها استُخدمت في السحر، ففيها إطلالة على الواقع الاجتماعي والديني في مصر خلال القرن الثاني الهجري. وأعمل الآن على نشر نقش عربي شمالي (صفوي) اكتُشف في منطقة برك الوساد بالبادية الشمالية الشرقية من الأردن، فيه حديث عن ورود الماء في تلك المنطقة.
■ هل أنت راض عن إنتاجك ولماذا؟
- نشرتُ العديد من الكتب المحرّرة والمترجمة، كما نشرتُ أبحاثاً علمية محكمة في مجال اختصاصي بلغات الشرق القديم، لكنَّ انشغالي بالإدارة لفترات طويلة أعاقني عن الإنتاج بالقدر الذي آمله.
■ لو قيض لك البدء من جديد، أي مسار كنت ستختار؟
- كنتُ سأبقى في مجال الدراسات التاريخية، في الغالب، لكنني كنت سأتحوّل عن التاريخ القديم إلى التاريخ الاجتماعي والاقتصادي لبلاد الشام في نهايات القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين؛ إذ أرى فيه مفتاحاً رئيساً لفهم مجتمعاتنا المعاصرة. وعلى صعيد آخر، أتمنى لو أنني اطلعت على الفلسفة أكثر.
■ ما هو التغيير الذي تنتظره أو تريده في العالم؟
- أريد للعالم أن يصبح أكثر عدلاً، في الصحة، والتعليم، والسفر، وحرية الرأي، بما يُكسب الإنسان الكرامة التي يستحق.
■ شخصية من الماضي تود لقاءها، ولماذا هي بالذات؟
- الإسكندر، فقد كان صاحب مشروع حضاري، هدف إلى الجمع بين حضارة الشرق اليوناني وحضارة الشرق المتوسطي، إقراراً منه بتميّز الحضارتين، ورحل فتيّاً دون أن يتمَّ مشروعه.
■ صديق يخطر على بالك أو كتاب تعود إليه دائماً؟
- الدكتور خالد الناشف الذي رحل قبل أحد عشر عاماً. درَّسني في ألمانيا ثم انعقدت بيننا صداقة متينة. علَّمني ألا أكتفي بظواهر الأشياء، وأن أتساءل عن دوافعها، وأخذت عنه حذره الشديد في العِلم. وما زلت أحاوره اليوم، رغم غيابه، في كثير مما أكتب أو أفعل.
■ ماذا تقرأ الآن؟
- هذا الأسبوع أقرأ رواية "سمرقند" لأمين المعلوف، لأن "نادي الكتاب" الذي تنظّم لقاءاته مكتبة "جامعة اليرموك" ستناقشها الأسبوع المقبل من خلال قنوات الاتصال الإلكترونية.
■ ماذا تسمع الآن وهل تقترح علينا تجربة غنائية أو موسيقية يمكننا أن نشاركك سماعها؟
- أحبُّ الكلام الجميل، بالفصيحة وبالعامية، لذا أسمع كلمات أحمد رامي، والأبنودي، ومرسي جميل عزيز، وفتحي قورة، وبالتأكيد الأخوين رحباني، وسعيد عقل، على خيبته السياسية.
بطاقة
باحث وأكاديمي من مواليد سلوان في القدس عام 1959. مختصّ بلغات الشرق القديم، حاز درجتي الماجستير والدكتوراه في لغات الشرق القديم من "جامعة توبنغن" بألمانيا عام 1991، ويدرّس منذ ذلك الحين بكلية الآثار والأنثروبولوجيا في "جامعة اليرموك"، ويعمل حالياً مديراً لمكتبتها. له حوالي عشرين كتاباً مؤلفاً، ومحرَّراً، ومترجماً، وحوالي 20 بحثاً علمياً. مهتم بالتاريخ الاجتماعي والاقتصادي للأردن وفلسطين، وبتاريخ علم الآثار وتشعباته السياسية.