وأعلن عقب وصوله أنه سيبحث "أفكاراً يمكن بلورتها إلى خطة ملموسة، ستُعرض خلال الساعات المقبلة على الأطراف المعنية"، مؤكداً أنه يعمل "على تفعيل وقف إطلاق النار" في إشارة إلى هدنة الأيام الماضية التي استمرت 72 ساعة.
وقال "نعترف بذلك. إن الاتفاق (هش)، وهناك الكثير من المخاطر، ولكننا سنعمل على وقف إطلاق النار، حتى يسمح بدخول المساعدات الإنسانية وتهيئة الأجواء للحل السياسي".
وأوضح أنّ زيارته إلى صنعاء تأتي "بعد فترة طويلة من زيارته الأخيرة، وأن الفترة صعبة على الشعب اليمني، خاصة أنه حصلت الكثير من الأحداث المؤلمة والقاسية ولا يمكن ألا نتذكر ما حصل في صالة العزاء".
وفي هذا السياق، أفادت مصادر سياسية يمنية لـ"العربي الجديد" أن ولد الشيخ من المقرر أن يلتقي بمسؤولين عن جماعة أنصار الله (الحوثيين) وحزب المؤتمر الشعبي المتحالف معها.
وبحسب المصادر، سيتم التباحث بشأن الخطة المقترحة لحل سياسي للأزمة في البلاد، والمبنية على البنود المعروفة بـ"مبادرة كيري"، والتي قدمها وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، في أغسطس/آب الماضي، وتتضمن تشكيل حكومة وحدة وطنية وانسحاب المجموعات المسلحة من صنعاء ومدن أخرى، وتسليم الأسلحة الثقيلة لطرف ثالث.
وجاء وصول المبعوث الأممي إلى صنعاء، بعد يوم من انتهاء الموعد المحدد لهدنة استمرت 72 ساعة، وفشل المبعوث الأممي بإقناع الأطراف المختلفة بتمديدها، غير أنه مستمر بجهوده الرامية لتفعيل لجنة التهدئة والتنسيق المعنية بالإشراف على وقف إطلاق النار.
وكان حزب المؤتمر الذي يترأسه الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، قد وجّه انتقادات لولد الشيخ، وأعلن على لسان مصدر مسؤول، الأحد، أن "المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، لم يعد مبعوثاً أممياً محايداً وقد أصبح اليوم مبعوثاً سعودياً".
وتابع الحزب في تصريح على موقعه الرسمي على الإنترنت، أن ولد الشيخ اعتمد في عمله على منح دول التحالف "المزيد من الوقت لمحاولة تحقيق أي تقدم في العمليات العسكرية"، مطالبا الأمين العام للأمم المتحدة، بتقييم أداء مبعوثه إلى اليمن "حفاظاً على حيادية الأمم المتحدة".
ويعد هذا الموقف، امتداداً للمواقف والانتقادات الحادة التي بدأها الانقلابيون منذ أيام، إذ كان القيادي في جماعة الحوثيين، رئيس ما يعرف بـ"المجلس السياسي"، صالح الصماد، قد اتهم ولد الشيخ بالمسؤولية عن الإجراءات والقرارات التي أصدرتها الحكومة، كما سخر من الهدنة التي أعلنها يوم الخميس الماضي.
ميدانياً، نفذ التحالف، الأحد، ضربات جوية مكثفة ضد أهداف في صنعاء ومحيطها بالتزامن مع استمرار المواجهات الميدانية بين قوات الشرعية والانقلابيين، على أكثر من جبهة، في محافظات مأرب وتعز وصعدة وحجة، بالإضافة إلى جبهة الحدود مع السعودية، والتي شهدت بحسب ما أعلن التحالف، خلال الأيام الماضية، تسجيل المئات من خروقات وقف إطلاق النار.