ولي عهد الأردن السابق: الوطن أصبح لفئة معيّنة

وتحدث الأمير، في خطابه الذي ألقاء يوم الإثنين، لكنه لم ينتشر إلا مساء أمس الثلاثاء، عن تفشي الفساد المالي والإداري، وانتشار المحسوبية والوساطة، وعدم تكافؤ الفرص، وغياب العدالة الاجتماعية، ومعاناة المواطنين بسبب الأزمة الاقتصادية.

ولاقت كلمات الأمير استحسان النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة مع المطالب الشعبية المتواصلة، بالإصلاح السياسي والاقتصادي.

وقال الأمير حمزة في كلمته "إنه يشاهد الإحباط والخوف الذي ينتاب جيل الشباب، وشعورهم أن الوطن ليس لهم، وأنه لفئة معينة تستطيع الوصول بالمال والمعارف والشللية، لكن لم يكن هذا الحال سابقاً، فنحن تربينا على قيم مختلفة".

واستذكر الأمير حمزة، في كلمته الارتجالية التي تداولها النشطاء على التواصل الاجتماعي، نصائح والده الملك الراحل الحسين بن طلال التي قدمها له قبل أن يلقي كلمة في حفل تخرجه من مدارس اليوبيل قبل 20 عاماً.

وقال لمن يفكر بالهجرة: "أرجوكم أن تدركوا أنكم أنتم الوطن، والوطن أنتم، وأنتم المستقبل، وأن آباءنا وأجدادنا بنوا هذا الوطن من لا شيء، فكان محاصراً دائماً، وواجه التحديات والحروب والمؤامرات ولكنهم استطاعوا النهوض بالوطن بإخلاصهم لبعضهم البعض، وهذا ما كان يرمز له الملك حسين بأن الإنسان أغلى ما نملك، لأنه أدرى بقيمة الإنسان الأردني، وأننا بالعزم والإصرار نستطيع تذليل كل المصاعب".

وأضاف: "لا تجعلوا الخوف يسيطر عليكم، أو اغتيال الشخصية، أو التشكيك في من يتحدث عن مصلحة عامة لحرقته على الوطن فهذا بلد حر وأبناؤه أحرار، فبهمتكم وعزمكم سنغير الحال".

وتابع: "تستطيعون أنتم، فأنتم المستقبل، بناء هذا الوطن وتصحيح المسيرة، فلا تخشوا ذلك، فبالعزم نستطيع تغيير واقع الحال، فإن لم تفعلوا سنخسر الوطن ونخسر الأمة".

وأنهى قائلاً: "كلما شعرتم بالظلم تذكروا قول الشاعر (ولي وطنٌ آليت ألا أبيعهُ، وألا أرى غيري له الدهر مالكاً".

وجاء الخطاب في ظل أوضاع سياسية واقتصادية غير مستقرة، والكشف عن قضايا فساد كبرى بمئات الملايين، وجدل يثيره غياب الملك عبدالله الثاني عن البلاد لفترة وصلت إلى ما يزيد عن أربعين يوماً، ودون إظهار الأسباب باستثناء حديث غير رسمي عن إجازة خاصة.

ويرى عدد من الأردنيين أن الأمير حمزة يحمل إرث الملك الراحل الحسين بن طلال، ليس فقط في نبرة الصوت التي تكاد تكون متطابقة، بل أيضاً بالتوجهات والأفكار.

وأحدث منصب عسكري تولاه الأمير هو قيادة سرية مع الكتيبة الثالثة التابعة للواء المدرع الملكي الثاني، وكان مسؤولًا عن ثلاثة فصائل.

وتولى الأمير حمزة ولاية العهد بالفترة بين 7 فبراير/شباط 1999، إلى 28 نوفمبر/تشرين الثاني 2004؛ إذ قام الملك عبد الله الثاني، بإعفائه من ولاية العهد، لأنه رأى أن هذا المنصب شرفي، ويقيده ويحد من إمكانية تكليفه ببعض المهام، ويحول بينه وبين تحمل بعض المسؤوليات.