حين رسم الفنان الإنكليزي ويندهام لويس الشاعر تي إس إليوت في بورتريه قد يكون الأشهر له، تقدّم به للعرض في معرض "الأكاديمية الملكية" اللندنية في صيف 1938، لكنه رفض وكان من ضمن الاعتراضات التي أدت إلى الرفض الخلفية المستوحاة من الأرض اليباب، والأشكال التي تظهر فيها.
كان الأمر مخيباً للفنان الملقب بوحش البورتريه أو سيّده، فقد توقّع أن رسم الشاعر الأهم في ذلك الوقت سيلقى الرواج ويلقى الترحيب، لكنه العمل بيع أخيراً في صالة عرض في جنوب أفريقيا مقابل 250 باوند.
حول هذا البورتريه، يلقي الضوء عليه الأكاديمي المتخصّص في تاريخ الفن ناثان واديل محاضرة في "الأكاديمية الملكية" نفسها التي رفضت عمل لويس، عند الحادية عشرة من صباح بعد غدٍ الجمعة، حيث يتطرق الباحث إلى العلاقة التي جمعت إليوت بلويس والأسباب التفصيلية التي أدت إلى رفض لجنة التحكيم آنذاك لعرض العمل.
كان لويس صديقاً للشاعر الحداثي، ويعتبر العمل واحداً من الأعمال الأساسية لفهم عالمه التشكيلي في السنوات التي امتدت بين الحربين العالميتين. ورغم أن إليوت أحب العمل بشكل كبير، لكنه رُفض من قبل المؤسسة التي لطالما انتقدها لويس.
وبقدر ما يخبرنا العمل بالكثير عن الفنان، إلا أنه يقول أيضاً الكثير عن الشاعر، وفي محاضرته سوف يستكشف واديل عناصر هذا العمل بالنظر إلى الصداقة التي جمعت طرفيه، لا سيما وأن للفنان موقف نقدي من الحداثة الشعرية التي كان يمثلها إليوت، فقد كان معروفاً عن لويس أنه ينتقد أصدقاءه قبل أعداءه.
الانطباع الأول الذي كوّنه لويس عند لقائه أول مرة بإليوت عام 1915 رسمه في اللوحة، إنه طويل وجذاب ولديه ابتسامة تشبه ابتسامة الجيوكوندا، وكان متشككاً في نظرية إليوت بأن على الكاتب أن يبقي شخصيته خارج عمله الأدبي. وفي حين كان إليوت يصف لويس بأنه "شخصية أروع من عصرنا"، كان الأول يرى إليوت بأنه "الشاعر الأول".
رسم لويس إليوت مرتين، الأولى رُفضت والثانية عام 1949 وكان هذا آخر عمل يرسمه قبل أن يصاب بالعمى.