لم يغب عن الشاب رائد صبيح، مشهد والده وأخته الصغيرة، اللذين قضيا وهما يصارعان آلام مرض السرطان، في مختلف أقسام ومستشفيات قطاع غزة لعدة سنوات، تحمل خلالها وإخوانه الكثير من المعاناة في محاولات يائسة منهم لمنحهما القوة في وجه هذا المرض العضال.
فمعاناة والد رائد وأخته شكلت الدافع أمامه للمشاركة ضمن مبادرة أطلقتها "حملة فكر بغيرك"، (تجمع من الشباب المتطوعين في عدة مجالات)، بعنوان "مين سليم الجسد"، دعما للأطفال المرضى، وفي محاولة للفت أنظار المسؤولين لمعاناتهم في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة.
يقول صبيح لـ"العربي الجديد": "حتى اللحظة، أتذكر معاناة أختي وأبي مع مرض السرطان اللعين، وكيف قضت أختي الصغيرة بعد معاناة استمرت 4 سنوات مع المرض، حرصت خلالها على أن أقوم بحلق رأسي بشكل كامل أنا وإخواني الصغار لرفع الحالة النفسية والمعنوية لها".
ويضيف الثلاثيني: "عبر سنوات طويلة، كنت أتنقل في أقسام الأورام المختلفة بمدينة غزة برفقة أبي وأختي، وأشعر بمعاناتهما اليومية جراء هذا المرض الذي ينهش ويفتك بجسديهما يوماً تلو آخر، دون وجود إمكانية حقيقة للشفاء منه".
وعن مشاركته في هذه الحملة، يوضح أنه بمجرد الإعلان الرسمي عن موعد وتوقيت الحملة، قرر أن يجلب مجموعة من (الحلاقين) لقص شعر الشباب الذين سيشاركون بالتضامن مع الأطفال الصغار الذين أصيبوا بالمرض، وهم في سن مبكرة.
ويشير إلى أن الحملة شهدت إقبالاً من الشباب، كون الفكرة كانت مغايرة عن باقي الحملات والأفكار الأخرى التي تنظم للتضامن مع الأطفال والمرضى بشكل عام في قطاع غزة.
اقرأ ايضاً: حصار غزة يفقد مرضى السرطان الأمل
بدوره، قال المشرف العام على حملة "فكر بغيرك" المنظمة للفعالية، كامل الهيقي، إنّ الحملة جاءت للوقوف إلى جانب هؤلاء الأطفال ودعمهم نفسياً ومعنوياً، بعد أن أصيبوا بالمرض وهم في بداية حياتهم.
وأضاف الهيقي لـ"العربي الجديد": "كان لا بد من تسليط الضوء على هذه الفئة التي تعاني من المرض، في ظل نقص الأدوية والحصار وعدم القدرة على السفر لتلقي العلاج، وتفشي الفقر أيضا".
وأكد الناشط الشبابي على أن فكرة الحملة جاءت بعد تفكير طويل للخروج بفكرة جديدة وغريبة تدعم الأطفال المصابين بمرض سرطان، من خلال فعالية سنوية تنظمها الحملة كل عام للتضامن مع هؤلاء الأطفال.
وتابع: "بعد الحرب ارتفعت نسبة الإصابة بمرض السرطان، خصوصاً بين الأطفال بشكل كبير، في ظل غياب للاهتمام بهذه القضية، فحرصنا على تنظيم فعالية تسلط الضوء على قضية الأطفال مرضى السرطان بمختلف شرائحهم".
اقرأ أيضاً: السرطان.. المرض الثاني الذي يفتك بالفلسطينيين
وشدد الهيقي على أن الكثير من الأطفال في قطاع غزة محرومون من الحصول على العلاج بشكل كامل، بفعل الحصار وإغلاق المعابر وعدم تمكن الكثيرين منهم من السفر عبر معبر رفح.
وأشار إلى أن العديد من النشطاء والشباب قاموا بالمشاركة في الحملة وعملوا على الترويج والتعريف بها، من أجل حشد ودفع الشباب لدعم هذه الشريحة التي تتعرض للإهمال من قبل المؤسسات الرسمية والأهلية.
اقرأ أيضاً: إسرائيل قتلت من الفلسطينيين أكثر من السرطان