الحصار الاقتصادي اكتمل
وقال المهندس خليل يوسف، من دمشق، لـ"العربي الجديد": "توقعنا رفع سعر الخبز بعد التصريحات الحكومية الأخيرة المتعلقة بالخسائر التي تتكبدها نتيجة دعم الخبز والطحين. ومع رفع السعر، اكتمل الحصار الاقتصادي على المواطنين في ظل محدودية الدخل وارتفاع الأسعار وغياب الرقابة على الأسواق". وتابع: "حتى الخبز سيغدو من الكماليات".
وأضاف يوسف: "كانت الحكومات السابقة، تعتبر رفع سعر الخبز محالاً، لتأتي حكومة وائل الحلقي وترفع الأسعار في واقع الفقر الذي يعانيه السوريون، فمنذ بدأت آلة الإعلام السوري الترويج إلى أن كلفة ربطة الخبز تزيد عن 150 ليرة وتبيعها للمواطن بـ15 ليرة، علمنا أنها تنازلت عن الخطوط الحمر".
في المقابل، رأت الناشطة فاديا الحلبي، أن "رفع سعر الخبز يعني استمرار سياسة التجويع التي يعتمدها نظام الأسد، والتي أتت لاحقة لرفع سعر البنزين والمازوت، لترتفع جميع الأسعار، على اعتبار أن الطاقة سلعة تدخل في مكوّنات كل الصناعات والنقل".
وأضافت الحلبي، لـ"العربي الجديد": "يتذرع النظام بأن كلفة الخبز عالية، ولم يقل لنا عن كلفة الصواريخ والقذائف التي يقصفنا بها كل يوم، أم أن دعم المواطن سيقتصر على قتله وتحمّل فارق أسعار الأسلحة فقط؟".
لم يشعروا بالفرق
لا يصل صدى معظم القرارات التي يصدرها النظام في دمشق إلى المناطق المحررة، وتُفاجأ باستغراب وعدم دراية السوريين بقرارات الحكومة.
أبو إياد، من ريف إدلب المحرر، لم يعلم أن سعر كلغ الخبز قد ارتفع، وقال لـ"العربي الجديد": "ماذا سنستفيد إن ارتفع السعر أو انخفض، فالنظام لا يمدّنا بالطحين ولا بالوقود، وأسعار السلع عندنا مختلفة عن الأسعار في مناطق النظام".
وأضاف أبو إياد: "أين كانت قرارات الحكومة والأسعار الرسمية وقت وصل سعر كلغ الخبز لأكثر من 100 ليرة في مناطقنا المحررة؟ يأتينا الدقيق عادة عبر تبرعات المغتربين أو أحياناً من وحدة تنسيق الدعم التابعة للحكومة المؤقتة، ولا يوجد سعر محدد للخبز، فأحياناً يوزع بالمجان وأحياناً تباع ربطة الخبز (1.6 كلغ) بـ15 ليرة".
يذكر أن سورية كانت تنتج قبل الثورة نحو 16 مليار رغيف سنوياً، أي 2 مليار ربطة خبز، وتبيع الخبز مدعوماً للسوريين بأقل من سعر الكلفة.
ولكن بعد تراجع إنتاج سورية من القمح من متوسط 3.5 ملايين طن سنوياً، إلى توقعات بأقل من مليون طن هذا الموسم وخسارة النظام السوري آبار النفط التي تسيطر عليها المعارضة وتنظيم داعش، رفع سعر الخبز بنحو 5 أضعاف مقارنة مع فترة ما قبل الثورة.
وقالت منظمة الإغاثة الدولية إن "أربعة من خمسة سوريين قلقون من أن الغذاء ينفد وباتت السلع قليلة التوفر والخبز ارتفع بنحو 5 أضعاف منذ بداية الحرب عام 2011".