تستقبل جزيرة جربة في الجنوب التونسي زواراً يهوداً، أغلبهم من تونس أو من أصول تونسية يعيشون في أوروبا وإسرائيل، في موسم حَجِّهِم السنوي إلى كنيس الغريبة اليهودي، في بلدة الرياض، وسط الجزيرة، الموصوف بأنه أقدم معبد يهودي في القارة الأفريقية.
الحج اليهودي إلى كنيس الغريبة ينطلق غداً، الأربعاء، ويتواصل الخميس، وسط حضور أمني مكثف وتعزيزات أمنية تسهل ملاحظتها في كامل جزيرة جربة ومداخلها، لتأمين هذه التظاهرة التي تتمازج ضمنها الأبعاد الدينية والسياحية والسياسية.
وتركز السلطات التونسية على إنجاح زيارة كنيس الغريبة باعتباره تظاهرة سياحية هامة تؤشر على انطلاقة واعدة للقطاع، الذي تلقى ضربة موجعة في أحداث متحف باردو في شهر مارس/آذار الماضي، كما تراهن السلطة أيضاً على أن تثبت للعالم أن تونس هي بلد التسامح والتعايش السلمي بين الأديان.
وخلال زيارة أداها إلى جزيرة جربة، السبت الماضي، للوقوف على الاستعدادات الأمنية، أكد وزير الداخلية التونسي، محمد ناجم الغرسلي، أن تونس قادرة على أن تحمي اليهود وزوارها بشكل أفضل من دول كثيرة في العالم، مؤكدا درجة اليقظة العالية، التي تميز العمل الأمني لتأمين هذه التظاهرة.
كما أشاد بالاستقرار الأمني في جزيرة جربة، ردّاً على تصريحات أدلى بها، مؤخرا،ً مسؤولون في إسرائيل حذروا فيها من زيارة تونس لوجود تهديدات إرهابية تستهدف اليهود والإسرائيليين.
وفي تصريح لـ "العربي الجديد" قال بيريز الطرابلسي، رئيس هيئة كنيس الغريبة، إن ما يروج من تهديدات أمر تعوّد عليه في كل سنة، مؤكداً أنه لا وجود لما يبرر أية تخوفات في ظل الاستعدادات الأمنية الكبرى والتواجد الأمني المكثف.
ووجه الطرابلسي دعوة إلى اليهود للقدوم إلى تونس، وحثهم على عدم التفويت في فرصة الاحتفال بالزيارة السنوية للغريبة، وتوقع أن يبلغ عدد زوار كنيس الغريبة هذا العام ألفي شخص، أغلبهم يهود تونسيون من جزيرة جربة وتونس العاصمة، بالإضافة إلى زوار من أوروبا وإسرائيل، أغلبهم من ذوي الأصول التونسية.
ومنذ تاريخ الثورة التونسية سنة 2011، تراجع عدد زوار كنيس الغريبة بشكل ملحوظ، فبعد أن كانوا في حدود تسعة أو عشرة آلاف قبل الثورة أصبح عددهم خلال السنوات الأخيرة لا يزيد عن الألفين إلى ثلاثة آلاف زائر، وذلك لاعتبارات أمنية بالأساس نظراً للأحداث التي شهدتها البلاد بعد الثورة.
وينفي اليهود التونسيون، سواء في جزيرة جربة أو العاصمة، وجود أية تهديدات لهم، سواء أثناء زيارة كنيس الغريبة أو خارجها. وقال حاييم حداد، التونسي اليهودي الأصيل من مدينة جرجيس في الجنوب التونسي لـ "العربي الجديد" إن اليهود في تونس مواطنون تونسيون كاملو المواطنة والحقوق والواجبات.
وتعليقاً على التصريحات الإسرائيلية بوجود تهديدات تستهدفهم، أكد حداد أنه يثق بالدولة التونسية وبحمايتها لليهود، سواء أثناء زيارة كنيس الغريبة أو خارجها ولا تعنيه تصريحات أي من المسؤولين الأجانب والغرباء عن بلاده، تونس.
اقرأ أيضاً: "انتفاضة" اليهود الإثيوبيين في تل أبيب: الاندماج لا الانفصال