هي المدينة التي تستلقي على ساحل البحر الأبيض المتوسط، وهي من أقدم المدن الفرنسية، والتي تم بناؤها منذ نحو 2500 سنة، يصل إليها أكثر من 100 مليون طن من البضائع عبر مرفئها التجاري الضخم. مارسيليا تضم الكثير من الثقافات المتداخلة والمتعايشة منذ قرون طويلة.
ويمكن تقديم المدينة على أنها أحد اكتشافات بحارة من اليونان الذين وصلوا إلى هذه الأراضي في عام 600 قبل الميلاد، ولهذا السبب يُعرف لاعبو فريق مارسيليا بـ "Les Phoceens" أي أنهم من مدينة مارسيليا العريقة.
وهناك الكثير من الأماكن الجميلة في مدينة مارسيليا، بدايةً من المتاحف مروراً بالكنائس الجميلة والملفتة، بالإضافة إلى عدد كبير من المعالم السياحة التي تستقطب عدداً كبيراً من السياح في كل عام. في المقابل تُعتبر المدينة من أكثر المدن تنظيماً على صعيد وسائل النقل، عبر الطرقات المنظمة والمطارات والمرافئ وسكك القطارات، ولا يمكن إغفال أن مارسيليا كانت العاصمة الثقافية للقارة الأوروبية في عام 2013.
تبتعد مارسيليا عن العاصمة باريس نحو 780 كلم، ويمكن الوصول إلى باريس في غضون ثلاث ساعات في القطار. كما يمكن التنقل في المدينة عبر مطارها الدولي وقطار "ت ج ف" السريع، ويوجد فيها أكثر من 1100 كلم من الطرقات السهلة.
المعالم السياحية
تملك مارسيليا الكثير المعالم السياحية الجميلة والخلابة، يمكن البدء مع كنيسة "Notre-dame de la garde"، والتي تقع في أعلى نقطة مُطلة على المدينة بكاملها، ومن خلال زيارة الكنيسة يمكن الكشف على مناظر خلابة للمدينة بأكملها ومرفئها الضخم. يُذكر أن الكنيسة شُيدت في عام 1953.
"قصر ديف" الذي بُني في عام 1527 على إحدى جزر "فريول" في خليج مارسيليا بعد أن طلب الملك فرانسيس بتشييد هذا القصر. في بداية الأمر استعمل القصر كحصن أو قلعة للتصدي لهجمات الأعداء، لكن بعد ذلك تحول "قصر ديف" إلى سجن، والذي سُجن فيه أشخاص مهمون مثل إدمون دانتيس الذي مثل دور الرواية الشهيرة "The count of monte cristo".
ودخولاً في أحياء المدينة يوجد "متحف الحضارات الأوروبية وبلاد المتوسط"، والذي صممه المهندس المعماري رودي ريسيوتي، ويقع المتحف على مدخل المرفأ القديم، وهو أحد أهم معالم مارسيليا السياحية. ويستقطب المتحف الشهير نحو 2،6 مليون زائر سنوياً، منذ افتتاحه في عام 2013، خلال فترة تتويج المدينة بلقب عاصمة أوروبا الثقافية.
"لو بانييه" أقدم الأحياء في المدينة على الصعيد المعماري والتراثي، ويغلب طابع بيئة البحر المتوسط على البناء وسكان هذه الأحياء، كما تضم "لو بانييه" منطقة ""La Vielle Charite، والتي أصبحت اليوم مركزاً ثقافياً كبيراً وفيها الكثير من المتاحف.
ويوجد في مارسيليا المنتزه الضخم الذي يُعرف باسم "كالانك ناشيونال بارك"، والذي شُيد في عام 2012، وكان أول منتزه شبه حضاري في فرنسا وفي أوروبا، لأنه يجمع بين البيئة المائية وبيئة الساحل. هذا المنتزه هو بمثابة الجنة للمتسلقين والغطاسين، خصوصاً أنه يغطي نحو 85 كلم مربع من جنوب مارسيليا كما يغطي نحو 435 كلم من البحر الأبيض المتوسط، وهو موطن لحماية أنواع نادرة من النباتات البحرية مثل "فلورا" و"فوما".
كرة القدم في مارسيليا
كرة القدم بالنسبة لسكان مارسيليا هي حياة والرياضة المفضلة، فكيف لمدينة تملك فريقا بحجم مارسيليا ألا تكون هذه الرياضة هي الأقوى فيها. نادي مارسيليا تأسس في عام 1899، وأصبح جزءا لا يتجزأ من ثقافة المدينة الساحلية.
فريق مارسيليا حقق إنجازات كبيرة في كرة القدم الفرنسية، حيثُ رفع لقب الدوري الفرنسي تسع مرات، ولقب كأس فرنسا عشر مرات، وثلاثة ألقاب لكأس الدوري. في حين حصد لقب دوري أبطال أوروبا بعد الفوز التاريخي على ميلان الإيطالي في عام 1993، ومارسيليا الفريق الوحيد الذي رفع لقب أبطال أوروبا تاريخياً.
لكن الملفت في يورو 2016 أن مدرب المنتخب الفرنسي ديدييه ديشامب هو من مدينة مارسيليا، لذلك سيكون له استقبال خاص في المدينة خلال بطولة اليورو، وهو كان قائد مارسيليا الذي رفع لقب أبطال أوروبا، كما درب الفريق من عام 2009 حتى 2012.
ملعب مارسيليا
يُعتبر ملعب "فيلودروم" من أشهر الملاعب في فرنسا وأوروبا، والذي سيحضن حوالي 67 ألف متفرج في بطولة يورو 2016، وتم افتتاحه في عام 1937. وجرت إعادة تشييده وتركيب سقف للملعب في عام 2014، بتكلفة وصلت إلى نحو 267 مليون يورو.
وتوجد في الملعب قاعة لسباقات الدراجات الهوائية أيضاً، كما احتضن نشاطات رياضية أخرى كثيرة ومتنوعة، وهو الملعب الذي حضن مباريات في كأس العالم 1938 و1998. وملعب "فيلودروم" يبتعد نحو 4,2 كلم عن وسط مدينة مارسيليا.
المباريات التي سيستضيفها الملعب:
- إنجلترا وروسيا – 11 حزيران/ يونيو.
- فرنسا وألبانيا – 15 حزيران/ يونيو.
- أيسلندا والمجر – 18 حزيران/ يونيو.
- أوكرانيا وبولندا – 21 حزيران/ يونيو.
- مباراة من الربع نهائي – 30 حزيران/ يونيو.
- مباراة من النصف نهائي – 7 تموز/ يوليو.