29 سبتمبر 2017
يوم القدس الإيراني
أعلن آية الله الخميني في أغسطس/ آب من العام 1979 يوم الجمعة الأخيرة من رمضان يوماً عالمياً للقدس، بعد حوالى ستة أشهر من استيلاء آيات الله على السلطة في إيران، إثر إسقاط الشعب الإيراني نظام الشاه، ووصول الخميني إلى طهران من باريس، حيث عاش فترةً تحت حماية الدولة الفرنسية ورعاية القوى الغربية. وقد تخلص آيات الله من كل القوى الليبرالية واليسارية التي ساهمت في الثورة الشعبية ضد نظام الشاه، وتحييد مرجعياتٍ شيعية منفتحة على الحراك الشعبي الذي أسس للثورة، إما بالعزل الكلي عن السلطة أو بالإغتيال.
في ذلك اليوم الذي أطلق الخميني فيه دعوته إلى يوم عالمي للقدس، منطلقاً من إيران، دخلت القدس والقضية الفلسطينية طريق الأسلمة الذي سارت فيه، لتبلغ أفقاً مسدوداً، نشهده اليوم بكل منعرجاته التي توشك أن تكون إعلاناً تدفن فيه الفكرة الوطنية الفلسطينية. وبذلك صادر النظام الإيراني روح هذه الفكرة، ليجعلها تترعرع في مخططاته التي تخدم مصالحه القومية وطموحاته في السيطرة والهيمنة عبر القضية المركزية للعرب، ولكل الأحرار في العالم.
تحشد إيران، منذ 1979، طاقاتها بهدف إظهار حرصها على قضية الشعب الفلسطيني، عبر احتفالات في إيران والدول العربية والعالم، أينما وجدت قوى وتجمعات تابعة لإيران، طائفياً أو مصلحياً. ولم تكن القدس الرمز الوحيد الذي عملت إيران على مصادرته، لتجعله رمزاً إيرانياً خالصاً تمسك بخيوطه، وتوجهها كيفما رأت مصلحتها. هناك رموز كثيرة حاولت إيران زرعها في وعي الشعوب العربية، كي تصير على صورتها هي، فحتى صور الأئمة من آل البيت في بيوت المسلمين من الشيعة والسنة العرب ليس في ملامحهم ما يشبه العرب، فلو نظرنا الى صور الإمام علي بن أبي طالب، وولديه الحسن والحسين، فلن نجد أي تشابهٍ بينهم وبين صور العرب القدماء، ولا في الوقت الحاضر، بل إن ملامح هؤلاء، كما هو شائع في الصور المتداولة، لا تختلف عن ملامح الفرس أو الشعوب القريبة من إيران في الدول الآسيوية. وحتى الشادور الإيراني الذي أصبحت النساء العربيات يلبسنه في العراق وسورية ولبنان فهو إيراني، وتعود أصوله الى ما قبل الإسلام، وقد عرف هذا الزي في عهد الأخمينيين، وهي أسرة ملكية فارسية، كونت لها إمبراطورية في بلاد فارس في العام 559 قبل الميلاد، واستولت على غرب الأناضول وبابل وفلسطين ومصر، وامتدت في أوجها لتصل إلى جميع أرجاء الشرق الأوسط، وحتى ليبيا، وشمالاً إلى مقدونيا. وسيطرت هذه المملكة على جميع طرق التجارة المؤدية إلى البحر الأبيض المتوسط عبر البر والبحر. ولما حاولت المملكة الأخمينية غزو بلاد الإغريق، أسقطها الإسكندر المقدوني عام 331 قبل الميلاد، وتعتبر هذه الإمبراطورية المؤسسة للحضارة الفارسية التي جاءت لنا بالشادور الذي صار اللباس المميز للنساء العربيات من الشيعة العرب.
ولم يكتف النظام الإيراني الحالي بمصادرة الرموز الوطنية والإسلامية في منطقتنا، بل تعدى ذلك إلى محاولة مصادرة رموز عالمية، مثل عيد المرأة العالمي الذي يحتفل فيه العالم، نساءً ورجالاً، تبجيلاً للمرأة وحقوقها كمواطن، فابتدع الإيرانيون يوماً عالمياً للمرأة يناسب تأويلاتهم للواقع الإسلامي، فصار عيد ميلاد السيدة فاطمة بنت الرسول محمد في شهر جمادى الآخرة عيداً للمرأة المسلمة، طموحاً إلى أن يكون يوماً بديلاً للمرأة العالمي.
منذ هيمنة السلطة الدينية على النظام في إيران، عمل هذا النظام بنزعته الاصطفائية، ونظرته الفوقية، فقهياً واقتصادياً وعسكرياً، على تفكيك كل ما هو وطني لدى شعوب المنطقة، لإلحاقها في مساره الخاص، رغبة بالسيطرة الكاملة وإعادة كتابة التاريخ والمستقبل، وفقاً لرؤيته. تماماً كما تفعل إسرائيل، مصادرةً الرموز الوطنية الفلسطينية في التاريخ، وفي الملبس والمأكل، وفي أسماء الشوارع والمدن.
في ذلك اليوم الذي أطلق الخميني فيه دعوته إلى يوم عالمي للقدس، منطلقاً من إيران، دخلت القدس والقضية الفلسطينية طريق الأسلمة الذي سارت فيه، لتبلغ أفقاً مسدوداً، نشهده اليوم بكل منعرجاته التي توشك أن تكون إعلاناً تدفن فيه الفكرة الوطنية الفلسطينية. وبذلك صادر النظام الإيراني روح هذه الفكرة، ليجعلها تترعرع في مخططاته التي تخدم مصالحه القومية وطموحاته في السيطرة والهيمنة عبر القضية المركزية للعرب، ولكل الأحرار في العالم.
تحشد إيران، منذ 1979، طاقاتها بهدف إظهار حرصها على قضية الشعب الفلسطيني، عبر احتفالات في إيران والدول العربية والعالم، أينما وجدت قوى وتجمعات تابعة لإيران، طائفياً أو مصلحياً. ولم تكن القدس الرمز الوحيد الذي عملت إيران على مصادرته، لتجعله رمزاً إيرانياً خالصاً تمسك بخيوطه، وتوجهها كيفما رأت مصلحتها. هناك رموز كثيرة حاولت إيران زرعها في وعي الشعوب العربية، كي تصير على صورتها هي، فحتى صور الأئمة من آل البيت في بيوت المسلمين من الشيعة والسنة العرب ليس في ملامحهم ما يشبه العرب، فلو نظرنا الى صور الإمام علي بن أبي طالب، وولديه الحسن والحسين، فلن نجد أي تشابهٍ بينهم وبين صور العرب القدماء، ولا في الوقت الحاضر، بل إن ملامح هؤلاء، كما هو شائع في الصور المتداولة، لا تختلف عن ملامح الفرس أو الشعوب القريبة من إيران في الدول الآسيوية. وحتى الشادور الإيراني الذي أصبحت النساء العربيات يلبسنه في العراق وسورية ولبنان فهو إيراني، وتعود أصوله الى ما قبل الإسلام، وقد عرف هذا الزي في عهد الأخمينيين، وهي أسرة ملكية فارسية، كونت لها إمبراطورية في بلاد فارس في العام 559 قبل الميلاد، واستولت على غرب الأناضول وبابل وفلسطين ومصر، وامتدت في أوجها لتصل إلى جميع أرجاء الشرق الأوسط، وحتى ليبيا، وشمالاً إلى مقدونيا. وسيطرت هذه المملكة على جميع طرق التجارة المؤدية إلى البحر الأبيض المتوسط عبر البر والبحر. ولما حاولت المملكة الأخمينية غزو بلاد الإغريق، أسقطها الإسكندر المقدوني عام 331 قبل الميلاد، وتعتبر هذه الإمبراطورية المؤسسة للحضارة الفارسية التي جاءت لنا بالشادور الذي صار اللباس المميز للنساء العربيات من الشيعة العرب.
ولم يكتف النظام الإيراني الحالي بمصادرة الرموز الوطنية والإسلامية في منطقتنا، بل تعدى ذلك إلى محاولة مصادرة رموز عالمية، مثل عيد المرأة العالمي الذي يحتفل فيه العالم، نساءً ورجالاً، تبجيلاً للمرأة وحقوقها كمواطن، فابتدع الإيرانيون يوماً عالمياً للمرأة يناسب تأويلاتهم للواقع الإسلامي، فصار عيد ميلاد السيدة فاطمة بنت الرسول محمد في شهر جمادى الآخرة عيداً للمرأة المسلمة، طموحاً إلى أن يكون يوماً بديلاً للمرأة العالمي.
منذ هيمنة السلطة الدينية على النظام في إيران، عمل هذا النظام بنزعته الاصطفائية، ونظرته الفوقية، فقهياً واقتصادياً وعسكرياً، على تفكيك كل ما هو وطني لدى شعوب المنطقة، لإلحاقها في مساره الخاص، رغبة بالسيطرة الكاملة وإعادة كتابة التاريخ والمستقبل، وفقاً لرؤيته. تماماً كما تفعل إسرائيل، مصادرةً الرموز الوطنية الفلسطينية في التاريخ، وفي الملبس والمأكل، وفي أسماء الشوارع والمدن.