تفاصيل التعقيد المجتمعي والسلوكي في العراق غالبًا ما تُبقي تجارب فنية عديدة حبيسة الورق بسبب الـ"تابوهات"، كالجنس والعِرْق والمذهب. تبعات قاسية تحلّ بمن يتجرأ على طرحها في معالجة سينمائية أو تلفزيونية.
لكن تجربة جمال عبد جاسم، المتمثّلة في "أحبّيني" (من تأليفه أيضًا)، كسرت أول حواجز الخوف والتردّد، بتطرّقها إلى قضيتي الحبّ والجنس في آن واحد.
تبدأ الحكاية من صدمة على وجه مهند (مهند الأمير)، بسبب رشقة ماء بارد من والدته، التي ضاقت ذرعًا به لأنه لم يفلح في الحياة قط، لينتهي الأمر به صبّاغ أحذية، وهذا مُعيب.
صبّاغ أحذية يُراجع مع نفسه قصّة حب يعيشها ـ ولا يزال يعيشها ـ مع تمارا (سولاف جليل)، لترتسم في مخيلة المُشاهد تلك القصص البالية التي تبدأ بفقير الحال وكريم النفس والمعتَدّ بذاته، الذي يُحبّ ابنة القصر والذوات، التي تعمل المستحيل كي تظفر به، حتى وإن كلّفها هذا هروبًا من الجنة الى الجحيم. لكن الأمر ينقلب رأسًا على عقب، إذْ تكتشف تمارا كذبة مهند، المتمثّلة في استلافه ملابس صديقه الثريّ (لؤي أحمد) وسيارته، علمًا أن الصديق هذا فاشلٌ هو أيضًا، ومُتخرّج لكنه عاطل عن العمل، يعبث في الحياة بين مُعاكسات ومُشاجرات.
تلك المناورة التي وضعها جمال عبد جاسم في بداية الفيلم أضفت تشويقًا مطلوبًا للمُشاهد العراقي، الذي سئم الصُوَر والقصص المباشرة. ثم تبدأ رحلة اقتناص تمارا، التي تعرّف إليها مهند في حادثة سيارة تسبّبت بها تمارا بحقّه، قبل أن تتعاطف معه وتُحبّه. لكن، كيف سيتمكّن من إقناع والدها صاحب المال به، هو الفقير صباغ الأحذية الهالك؟ يستمر الصراع في ذات مهند، الذي يُحرِّضه سمير على الاختلاء بتمارا والنيل منها جسديًا كي تُصبح له، فيضع بذلك والدها أمام خيارٍ من اثنين: الزواج أو الفضيحة.
يختلف السيناريو عمّا سبقه من نتاجات سينمائية، اجتماعية وكوميدية. إنه خليطٌ بين الرومانسية والكوميديا. الحوار يقود إلى التوقّع بأنّ جمال عبد جاسم متأثّر بالدراما، وهذا جعله يخنق حيّز المَشهد ليُبقي المتلقّي في حيرة أمام أفكاره، إذْ يتشظّى كلّ شيء في الربع الأول من الفيلم. فنيًا، افتقد هذا الأخير رصانة الصوت، الذي ظهر ضعيفًا بسبب العزوف عن الدوبلاج وجَعْل المَشَاهد حيّة بتفاصيلها. أما الموسيقى التصويرية فلها لمسة ذكية بفضل الملحن أحمد الشواك، الذي اقتبس ألحانًا درامية تركية مُضيفًا إليها نكهة عراقية صرفة، في حركة مقصودة من المخرج لحثّ الشباب على مشاهدته، لأنّ للدراما التركية تأثيرًا كبيرًا فيهم.
رغم هفواته المختلفة، تطرّق "أحبّيني" إلى الممنوع عن البوح به في الفنون كلّها، ما غيّب السينما العراقية عن المنافسة أو المشاركة في المهرجانات، فانتهى الأمر إلى نسيان وجود الفن السابع في العراق، مع ندرة الأعمال ورفض الجمهور المُنتَجَ المحلي.
تبدأ الحكاية من صدمة على وجه مهند (مهند الأمير)، بسبب رشقة ماء بارد من والدته، التي ضاقت ذرعًا به لأنه لم يفلح في الحياة قط، لينتهي الأمر به صبّاغ أحذية، وهذا مُعيب.
صبّاغ أحذية يُراجع مع نفسه قصّة حب يعيشها ـ ولا يزال يعيشها ـ مع تمارا (سولاف جليل)، لترتسم في مخيلة المُشاهد تلك القصص البالية التي تبدأ بفقير الحال وكريم النفس والمعتَدّ بذاته، الذي يُحبّ ابنة القصر والذوات، التي تعمل المستحيل كي تظفر به، حتى وإن كلّفها هذا هروبًا من الجنة الى الجحيم. لكن الأمر ينقلب رأسًا على عقب، إذْ تكتشف تمارا كذبة مهند، المتمثّلة في استلافه ملابس صديقه الثريّ (لؤي أحمد) وسيارته، علمًا أن الصديق هذا فاشلٌ هو أيضًا، ومُتخرّج لكنه عاطل عن العمل، يعبث في الحياة بين مُعاكسات ومُشاجرات.
تلك المناورة التي وضعها جمال عبد جاسم في بداية الفيلم أضفت تشويقًا مطلوبًا للمُشاهد العراقي، الذي سئم الصُوَر والقصص المباشرة. ثم تبدأ رحلة اقتناص تمارا، التي تعرّف إليها مهند في حادثة سيارة تسبّبت بها تمارا بحقّه، قبل أن تتعاطف معه وتُحبّه. لكن، كيف سيتمكّن من إقناع والدها صاحب المال به، هو الفقير صباغ الأحذية الهالك؟ يستمر الصراع في ذات مهند، الذي يُحرِّضه سمير على الاختلاء بتمارا والنيل منها جسديًا كي تُصبح له، فيضع بذلك والدها أمام خيارٍ من اثنين: الزواج أو الفضيحة.
يختلف السيناريو عمّا سبقه من نتاجات سينمائية، اجتماعية وكوميدية. إنه خليطٌ بين الرومانسية والكوميديا. الحوار يقود إلى التوقّع بأنّ جمال عبد جاسم متأثّر بالدراما، وهذا جعله يخنق حيّز المَشهد ليُبقي المتلقّي في حيرة أمام أفكاره، إذْ يتشظّى كلّ شيء في الربع الأول من الفيلم. فنيًا، افتقد هذا الأخير رصانة الصوت، الذي ظهر ضعيفًا بسبب العزوف عن الدوبلاج وجَعْل المَشَاهد حيّة بتفاصيلها. أما الموسيقى التصويرية فلها لمسة ذكية بفضل الملحن أحمد الشواك، الذي اقتبس ألحانًا درامية تركية مُضيفًا إليها نكهة عراقية صرفة، في حركة مقصودة من المخرج لحثّ الشباب على مشاهدته، لأنّ للدراما التركية تأثيرًا كبيرًا فيهم.
رغم هفواته المختلفة، تطرّق "أحبّيني" إلى الممنوع عن البوح به في الفنون كلّها، ما غيّب السينما العراقية عن المنافسة أو المشاركة في المهرجانات، فانتهى الأمر إلى نسيان وجود الفن السابع في العراق، مع ندرة الأعمال ورفض الجمهور المُنتَجَ المحلي.