بثّت جماعة "جند الإسلام" شريطاً مصوراً، اليوم الجمعة، توضح فيه ما زعمت أنه بعض عملياتها في مواجهة بعض حملات الجيش في سيناء، فضلا عن تفجير مدرعات الجيش أو الشرطة، وهي قليلة مقارنة بـ"ولاية سيناء".
ولكن الأبرز في الشريط المصور، ما ظهر في بدايته، من حيث بث لقطات لجانب من تدريبات عناصر الجماعة، وهو ربما إشارة إلى ضمها عناصر جديدة خلال الفترة الماضية.
كما ظهر وجود تدريبات بسيارات الدفع الرباعي حمّلت عليها أسلحة ثقيلة، لتوضح مهارات مقاتلي الجماعة في حروب العصابات.
وعلى ما يبدو بدأت جماعة "جند الإسلام" في منازعة تنظيم "ولاية سيناء" على السيطرة والنفوذ في محافظة شمال سيناء، وتحديدا في مدينتي الشيخ زويد ورفح.
وتعتبر المدينتان مركز ثقل وتواجد الجماعات والمجموعات المسلحة في سيناء، وتمثل مسرح العمليات في المواجهات بين قوات الجيش والمسلحين.
تنظيم "ولاية سيناء"، الذي أعلن مبايعته لتنظيم "الدولة الإسلامية"، في نوفمبر/ تشرين الثاني من العام الماضي، هو الأكثر قوة وبروزاً في سيناء، لناحية تنفيذ عمليات كبيرة ونوعية ضد قوات الجيش والشرطة.
ولكن بدأت تظهر جماعة "جند الإسلام" على استحياء في المهشد السيناوي، من خلال تنفيذ بعض العمليات المحدودة، في إشارة إلى تواجدها على الساحة.
ويبدو من عمليات الجماعة المسلحة، قلّة عدد عناصرها وقلة الإمكانيات، مقارنة بـ"ولاية سيناء"، وهذا ما اتضح ممّا أعلنته من عمليات خلال الفترة الماضية.
وتقترب الجماعة إلى تنظيم القاعدة وليس إلى تنظيم "الدولة الإسلامية"، وبدا هذا واضحا من خلال بث بعض كلمات من ضابط الصاعقة المصري السابق، هشام عشماوي، المعروف بكنية "أبو عمر المهاجر".
وتشير المعلومات إلى أنه كان عضوا في جماعة أنصار بيت المقدس، ثم انشق عنها بعد مبايعتها لأبي بكر البغدادي، زعيم تنظيم "الدولة الإسلامية"، وأنه أسس جماعة تدعى "المرابطون"، وولاؤها لتنظيم القاعدة وزعيمه أيمن الظواهري.
بدوره، قال باحث في الحركات الإسلامية، رفض الكشف عن اسمه، إن جماعة جند الإسلام يتردد اسمها في سيناء كثيرا خلال الفترة الماضية، ولكن دون عمليات مؤثرة وقوية.
وأوضح الباحث لـ"العربي الجديد"، أن الجماعة لا تزال وليدة ولم تتسع كما في حالة "ولاية سيناء"، خاصة أن الأخيرة اعتمدت على جماعة "أنصار بيت المقدس" في الأساس، معتبراً أن "جند الإسلام" يبدو أنها بدأت تتوسع وتضم عناصر جديدة، والهدف من الشريط المصور هو القول إنها موجودة على الساحة.
كما لفت إلى أن هناك العديد من العمليات ضد الجيش والشرطة كانت مجهولة لناحية الجهة المنفذة، ويبدو أن جماعة "جند الإسلام" هي المنفذة.