قالت مؤسسة "رابعة ستوري" المصرية، اليوم الجمعة، إن عدد الضحايا الذين تمكنت من حصرهم، بمذبحتي فض اعتصامي رابعة والنهضة الذي وقع في 14 أغسطس/ آب 2013، وصل إلى 1104 ضحية، بينهم 868 سقطوا خلال عملية الفض داخل ميداني رابعة العدوية ونهضة مصر، إضافة إلى 199 ضحية سقطوا في التظاهرات التي تمت في نفس اليوم خارج ميداني الاعتصام في القاهرة وخارجها.
وسجل التقرير الإحصائي للمؤسسة 37 حالة لمفقودين من المعتصمين داخل الميدانين.
وقالت المؤسسة في بيانها الذي وصلت نسخة منه "العربي الجديد" إن وحدة التوثيق رصدت بيانات ومعلومات كاملة للضحايا، من خلال فريق بحثي ضم 53 باحثاً، تنقلوا عبر 7 محطات للتوثيق، بدأت بجمع البيانات التي صدرت عن المنظمات والمؤسسات الحقوقية وجهات الرصد الأهلية وبيانات وزارة الصحة والجهات الحكومية، أعقبتها مرحلة المراجعة والتدقيق والفرز، ثم استكمال البيانات وتدقيقها عبر البحث الميداني.
وقد شمل الحصر حالات الوفاة الثابتة بالأوراق الرسمية، وحالات الوفاة التي أتت على ذكرها الأوراق الرسمية، والتقارير شبه الرسمية الصادرة عن مؤسسات ذات مصداقية (كنقابة الأطباء)، وحالات الوفاة المثبتة بصور فوتوغرافية وفيديوهات، وحصر لجان ذات مصداقية (توثيق المستشفى الميداني مثالاً) وأخيراً الحالات التي رصدتها جهات ومنظمات حقوقية ونشطاء ومدافعون عن حقوق الإنسان بعد مراجعة اتفاق معايير التوثيق والرصد لديهم مع المعايير العالمية.
وواجه إعداد التقرير الحصري العديد من العقبات، بحسب المؤسسة التي تتخذ من تركيا مقراً لها، من بينها وجود ضحايا تم دفنهم دون أوراق رسمية نظراً لتعنت الجهات الرسمية في إصدار تصاريح الدفن وإثبات الوفاة، بالإضافة إلى وجود ضحايا غير تابعين لأي كيانات سياسية خشي ذووهم من تعرضهم للأذى، فتجنبوا ذكر وفاة أبنائهم في مجزرة الفض. وأخيراً، وجود ضحايا وصلت وحدة التوثيق إلى بعضهم، وهم ينتمون إلى عائلات بسيطة لا تملك من وسائل التواصل ما يمكنها من الحديث عن ذويهم لوسائل الإعلام، ولم تتمكن أي من جهات الرصد والتوثيق من الوصول إليهم.
وشددت على استمرار جميع فرقها في العمل على استكمال وتحديث البيانات والمعلومات الخاصة بضحايا مجزرة فض اعتصام رابعة العدوية، لحفظ حقوق الضحايا وتكريم ذكراهم.
ودعت "رابعة ستوري" من لديه أية معلومات ووثائق وصور وفيديوهات تساعدها في إتمام عملها على الوجه الأكمل، عبر بريد وحدة التوثيق.
و"رابعة ستوري"، (أو قصة رابعة) هي حملة دولية من أجل توثيق الاعتصام الذي استمر نحو 50 يوماً بجوار عدد من أكبر مؤسسات الجيش المهمة، دون أن تمسّ تلك المؤسسات بسوء، وتوثيق عملية الفض التي استمرت أكثر من 12 ساعة كاملة.
وأُنشئت المؤسسة من أجل تحقيق عدة أهداف، أهمها إيقاظ الرأي العام وتذكيره دائماً بالمجزرة، وأن تكون المؤسسة مرجعاً رئيسياً يقدم حقيقة المذابح الإنسانية التي تعرض لها الآلاف من المصريين في أحداث رابعة والنهضة.
ولم توثّق مؤسسة "رابعة ستوري" مجزرة فض الاعتصام فقط، بل وثّقت كل المجازر التي حدثت خلال أيام الاعتصام، بدايةً من مجزرة الحرس الجمهوري التى راح ضحيتها أكثر من 61 شخصاً، ومجزرة المنصة التي فتحت فيها جامعة الأزهر أبوابها لقوات الأمن ليعتلوا كلية الدعوة، ويقوموا بالقنص المباشر للشباب المعتصم بالميدان، وراح ضحيتها قرابة الـ200 شخص.
كما وثقت مجازر رمسيس الأولى وأحداثاً دامية أخرى وقعت كلها خلال 48 يوماً هي عمر اعتصام رابعة العدوية منذ بدايته في 28 يونيو/ حزيران 2013، حتى فضه الوحشي في 14 أغسطس/ آب من نفس السنة.
اقرأ أيضاً: "البناء والتنمية" يدعو للتمسك بالسلمية بذكرى مجزرتي رابعة والنهضة