لم يكن حكم محكمة الأمور المستعجلة في القاهرة، اليوم السبت، بحظر روابط تشجيع الفرق "الأولتراس" واعتبارها إرهابية، بمعزل عن حالة العداء التي تولدت بينهم وبين أجهزة الدولة، وتحديداً وزارة الداخلية.
ولا يمكن تقبل أنّ مثل هذا الحكم، الذي كان سببه رئيس نادي الزمالك، مرتضى منصور، قد يمنع روابط الأولتراس من التجمع أو أن يهدد وجودها.
وكان رئيس نادى الزمالك، قدم استئنافاً على حكم محكمة أول درجة بعدم الاختصاص وقضت المحكمة في جلستها، اليوم، بحظر روابط الأولتراس على مستوى الجمهورية واعتبارها جماعة إرهابية.
وأخطر ما يقلق النظام الحالي وكل الأنظمة السابقة، هو الدور الوطني الثوري، الذي بدأت تتخذه روابط التشجيع، بما لديها من خبرات في التحرك والسرية وضمها في الأغلب عناصر شابة.
ولعبت روابط التشجيع أدواراً هامة ومؤثرة في دعم الثورة على مدار الخمس سنوات الماضية، منذ اندلاعها في 25 يناير 2011، وحتى الآن.
"العربي الجديد" .. رصد أبرز 10 أسباب جعلت من الأولتراس جماعات مستهدفة، وبذلك يستكمل النظام الحالي ما يتقنه في خلق العداء لفئات الشباب ومعارضيه.
25 يناير
شاركت روابط الأولتراس في ثورة 25 يناير بقوة، ضد نظام المخلوع مبارك، في ميدان التحرير، فضلاً عن المشاركة في المسيرات التي خرجت من الميادين الرئيسية في القاهرة الكبرى.
وتمكنت روابط الأولتراس بما تمتاز به من التنظيم الشديد والحيوية، لأن أغلب أعضائها من الشباب، في التصدي لقوات الأمن إبان الثورة.
وكان لها دور في المليونيات التي تنظم في ميدان التحرير عقب الثورة، لمطالبة المجلس العسكري بتسليم السلطة في أقصى سرعة.
محمد محمود
ولم يتخلف عن الأولتراس عن موقعة شارع محمد محمود، التي جاءت عقب اعتداء قوات الأمن المصرية، على المعتصمين في ميدان التحرير في نوفمبر عام 2011، وظلوا متواجدين طوال فترة الاشتباكات التي امتدت إلى بعض أيام، في محيط ميدان التحرير.
كما شاركوا في إحياء ذكرى محمود محمود، عام 2012، وشهدت اشتباكات عنيفة بين قوات الأمن والمتظاهرين.
مذبحة بورسعيد
وعمقت واقعة استهداف أولتراس نادي الأهلي في استاد بورسعيد، بما عرف بعد ذلك بـ"مذبحة بورسعيد"، حيث اعتدى مجهولون على الأولتراس، في خطوة اعتبرها كثيرون مدبرة لتصفية تلك الروابط.
وسقط نحو 72 شهيداً في الاشتباكات التي شهدها استاد بورسعيد، خلال مباراة بين فريقي الأهلي والمصري، وهو ما صاحبه هجوم عنيف من الأولتراس للواقعة واتهام المجلس العسكري بتدبير المجزرة، وسط حالة من الشد والجذب الشديدة حينها.
مذبحة الدفاع الجوي
وتفجرت الخلافات بين مرتضى منصور وأولتراس نادي الزمالك، عقب تصريحات الرجل الداعمة لموقف وزارة الداخلية التي قتلت نحو 30 شاباً من الأولتراس، فيما عرف بـ "مذبحة الدفاع الجوي".
وقامت قوات الأمن خلال تواجد الشباب أمام بوابة استاد الدفاع الجوي، لحضور مباراة فريقه، إلا وقامت قوات الأمن بإلقاء قنابل الغاز المسيل للدموع على بضعة آلاف من الشباب في ممر ضيق للغاية، مما أدى إلى الموت بسبب الاختناق والتدافع.
الخلاف مع الداخلية
هناك خلاف يمتد لسنوات بين روابط الأولتراس بشكل عام، ووزارة الداخلية، تمثل في اعتراض الأول على تعامل قوات الأمن معهم، خلال تواجدهم لتشجيع فرقهم.
الخلاف القديم بين الأولتراس والداخلية، امتد ليظهر بشكل كبير خلال الخمسة أعوام الماضية، خصوصاً وأن روابط الأولتراس لديها أغانٍ على طريقتها للذم في وزارة الداخلية وضباطها.
الإعلام
وكان للإعلام المصري دور كبير في تأجيج الغضب بين صفوف المصريين على "الأولتراس"، وكان الإعلام الرياضي على وجه التحديد دائم الهجوم على روابط المشجعين مطالباً بمنعها أو تفكيكها والقبض على رؤسائها وقادتها.
وكان مقدّما البرامج الرياضية، أحمد شوبير ومدحت شلبي، على رأس المهاجمين لهذه الروابط، بل وكانوا "شبه" مؤيدين لما حدث في مجزرة الدفاع الجوي مع جماهير الزمالك، وألقيا باللوم على كل المتواجدين في محيط الملعب، وأنهم كانوا هم من اشتبكوا مع قوات الأمن المتواجدة، ليطالبوا بعدها بمواصلة الدوري رغم سقوط قتلى.
الخلاف مع مرتضى منصور
دخل رئيس نادي الزمالك الصراع مع "أولتراس وايت نايتس" وكأنها معركة شخصية، ليحاول بكل قوته ونفوذه في تكبيد جماعات الأولتراس أكبر الخسائر الممكنة، وهو ما لم تتركه الجماهير يمر مرور الكرام، لتصبح المعركة الفرعية بين منصور والأولتراس.
أحداث ميت عقبة
واستغل منصور أحداث هجوم "الأولتراس" على مقر نادي الزمالك في ميت عقبة على أفضل وجه بالنسبة له، بعدما كال لهم الاتهامات وألصق بهم العديد من الجرائم على رأسها الشروع في قتله شخصيّاً وترويع الآمنين وتخريب منشآت النادي.
لتواصل بعدها رابطة المشجعين الهجوم على مرتضى منصور بشكل شخصي، بعدما اعتدى عليه أحد أعضاء الأولتراس بالضرب وإلقاء مادة، اختلفت الآراء في تصنيفها، بعدما أكدت "وايت نايتس" أنها بول، بينما نشر مرتضى في وسائل الإعلام أنها مادة حارقة، وأن ما حدث له لم تكن إهانة ولكن "محاولة اغتيال".
الهتافات في المدرجات
تعتبر هتافات جماهير "الأولتراس" بمختلف أطيافها أحد أهم الأسباب لغضب السلطات ورؤساء بعض الأندية عليهم بشكل كبير، خصوصاً، وأنها دائماً ما كانت مواكبة للأحداث، وتحمل هجوماً صريحاً لأشخاص ومؤسسات بعينها.
وأشارت الكثير من التقارير إلى أن هذه الهتافات كانت سبباً أساسيّاً في الغضب على الأولتراس والسعي لمنع تواجدها داخل المدرجات، بل وانتشرت بين جماهير الأهلي على سبيل المثال أن ما حدث في مجزرة بورسعيد كان نوعاً من تصفية الحسابات بين النظام السابق ورابطة مشجعي النادي المصري، بعد تكرار الهجوم على مؤسساتها.
قوة منظمة
تنظيم روابط الأولتراس المبهر في كثير من الأحيان، كان أحد الأسباب الرئيسية التي زادت من خوف الأندية والمؤسسات في الدولة من توحشها وتوغلها بشكل أكبر داخل صفوف البلاد.
وخلخلة هذا التوازن والتنظيم داخل صفوف الروابط، كان هدف الكثيرين، وهو ما زاد الهجوم عليهم بقوة في السنوات الأخيرة، ليصل إلى القضاء من أجل "تقنين" تجريم الانتماء إلى مجموعة من الجماهير التي كانت تشجع فرقها على طريقتها، وأعطت للتشجيع طابعاً خاصاً، قبل أن "تُجبر" على الدخول في دائرة العنف.
اقرأ أيضاً
الحكم باعتبار روابط الأولتراس المصرية "إرهابية"
أولتراس الزمالك المصري تتوعّد: هذه قائمة القَتَلة.. وسنقتصّ منهم
مرتضى منصور يصف لاعب الزمالك بـ"الإرهابي" ويوقفه
الأولتراس.. جماعات محظورة بتهمة التشجيع