قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، الثلاثاء، "إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تعتقل في سجونها أكثر من 100 أسير، ممن يعانون إعاقات جسدية إما كاملة أو جزئية، وإعاقات ذهنية وعقلية ونفسية وحسية كالإعاقة السمعية والبصرية".
وقال رئيس وحدة الدراسات والتوثيق في الهيئة، عبد الناصر فروانة، "إن الاحتلال ينتهك في اعتقالهم كافة الاتفاقيات الدولية، ولا سيما اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة التي كفلت لهذه الفئة حق التمتع في الحرية والأمن الشخصي، وعدم حرمانهم من حريتهم بشكل تعسفي".
وأوضح أن الاحتلال لم يكتف بعدم احترام هذه الفئة أو التنصل من التزاماته تجاهها، والتهرب من توفير احتياجاتها الأساسية، كالأجهزة الطبية المساعدة لذوي الاحتياجات الخاصة، والأطراف الصناعية لفاقدي الأطراف، والنظارات الطبية، أو أجهزة خاصة بالمشي، والفرشات الطبية، أو آلات الكتابة الخاصة بالمكفوفين وغيرها، بل يرفض إدخالها تارة، ويضع العراقيل أمام محاولات إدخالها من قبل الجهات المعنية تارة أخرى، ما يشكل عقوبة جديدة بحق الأشخاص الأسرى ذوي الإعاقة، ويفاقم من معاناتهم، ويضاعف من قلق عوائلهم عليهم.
وأكد فروانة أن هذا يحدث في ظل عدم وجود أطباء نفسيين متخصصين، أو مرشدين اجتماعيين في المعتقلات، أو أماكن احتجاز خاصة بهم مزودة باحتياجاتهم، وأيضا استمرار سياسة الإهمال الطبي المتعمد والمماطلة في تقديم العلاج اللازم، لافتا إلى أن الأدوية التي تعطي لذوي الإعاقة من الناحية النفسية ليست أكثر من مهدئات ومسكنات ومنوّم.
وذكر فروانة أن بعض الأسرى من ذوي الإعاقة اعتقلوا وهم يعانون من ظروف مختلفة: نتيجة الإصابة برصاص الاحتلال، وآخرون لدى اعتقالهم من داخل المستشفيات والمراكز الصحية، وسيارات الإسعاف بينما كانوا يتلقون العلاج، أو من على الحواجز العسكرية وهم في طريقهم للعلاج، أو عقب إصابتهم في مواجهات مع الاحتلال، ومورس بحقهم التعذيب والضغط والمساومة والابتزاز، ما أدى لتفاقم الإصابة والتي تحولت تدريجيا إلى إعاقة.
وأوضح فروانة أن هناك أسرى أصيبوا بإعاقات مختلفة نتيجة صعوبة الأوضاع المعيشية داخل معتقلات الاحتلال، وزنازين العزل الانفرادي، وسوء الأوضاع الصحية، واستمرار سياسة الإهمال الطبي المتعمد بحقهم.
وقال فروانة "إن التعذيب في المعتقلات الاحتلالية تصاعد بنسبة كبيرة وغير مسبوقة منذ اندلاع هبة القدس في 1 أكتوبر/ تشرين الأول 2015، من حيث القسوة والأساليب المتبعة والتنكيل بالمصابين، واتساع الاستهتار الإسرائيلي بآلام الأسرى وأوجاعهم، وعدم الاكتراث بمعاناتهم جراء الأمراض المتعددة التي تصيبهم داخل المعتقل، الأمر الذي يؤدي إلى استفحال إصاباتهم، ويجعلهم عرضة أكثر للإعاقة".
وبيّن فروانة أن أوضاع الأسرى ذوي الإعاقة في معتقلات الاحتلال تتطلّب تدخلاً من المجتمع الدولي الذي يحتفي باليوم العالمي الخاص بهذه الفئة، وأن يضعهم وأوضاعهم واحتياجاتهم على جدول أعماله، وينتصر لحقوقهم الإنسانية، ويتحرك بشكل جاد للحد من استهدافهم والزج بهم في المعتقل.
وطالب فروانة بالضغط على سلطات الاحتلال لوقف اعتقالاتها لذوي الإعاقة، وإطلاق سراح المعتقلين منهم، والعمل على توفير مستوى لائق من الحياة الكريمة لكل من تسبب الاحتلال بإعاقته.