أصيب 12 شاباً فلسطينياً برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، الليلة الماضية وفجر اليوم الثلاثاء، في مواجهات وُصفت بالأشدّ منذ فترة طويلة، شهدتها المنطقة الشرقية لمدينة نابلس شمال الضفة الغربية، بالتزامن مع اقتحام مجموعات من المستوطنين لقبر يوسف.
واقتحمت قوات الاحتلال في ساعة متأخرة من مساء أمس الاثنين مدينة نابلس، لتأمين دخول مجموعات من المستوطنين إلى ضريح يوسف شرق المدينة، لأداء طقوس تلمودية، ما أدّى إلى وقوع مواجهات بين تلك القوات والشبان الذين تصدوا لاقتحاماتها.
وقال المسعف جرير قناديلو لـ"العربي الجديد": "إنّ الطواقم الطبية نقلت كلّ الإصابات إلى المستشفيات، نظراً لاستخدام قوات الاحتلال الرصاص الحي"، مشيراً إلى أنّه تمّ نقل شاب أصيب بفخذه إلى المستشفى، وقد وُصفت حالته بالخطيرة، لقربها من الشريان الرئيس، حيث أُدخل فوراً غرفة العمليات".
كما أصيب خمسة شبان آخرين بالرصاص، فيما أصيب عشرات المواطنين الفلسطينيين من سكان المنطقة بينهم أطفال ونساء بحالات اختناق تمّ إسعافها ميدانياً، جراء إطلاق الاحتلال لقنابل الغاز المسيل للدموع.
ومنعت قوات الاحتلال الصحافيين من الوصول إلى منطقة المواجهات، حيث احتجزت مصوّر "الوكالة الأميركية" ناصر اشتية لساعات عدة.
وأوضح اشتية لـ"العربي الجديد" أنّ "جنود الاحتلال أحاطوا به خلال وجوده في منطقة شارع عمان، القريب من المواجهات، وطلبوا هويته وبطاقة العمل الرسمية، ثم احتجزوه ومنعوه من التحرك أو التصوير". وتابع: "بعد أكثر من ساعتين، أبلغني الضابط المسؤول أنّ المنطقة عسكرية مغلقة، ويمنع التواجد بها".
ومع انتصاف الليل، دخلت نحو 20 حافلة تقل المستوطنين بحراسة عسكرية كبيرة، حيث انتشر جنود الاحتلال على مفارق الطرق، واعتلى القناصة أسطح المنازل.
وأشارت مصادر إعلام إسرائيلية إلى أن جنود الاحتلال اكتشفوا عبوة ناسفة كانت مزروعة في محيط قبر يوسف، وقام خبراء المتفجرات بتفكيكها، وسط استنفار أمني كبير.
ويقتحم المستوطنون بشكل متكرّر المنطقة الشرقية من نابلس، وصولاً إلى قبر يوسف، الذي يدعون أنه يعود لنبي الله يوسف عليه السلام، حيث يؤدون الصلوات التلمودية، ويصاحب ذلك دوماً اعتداءات على السكان الفلسطينيين الذين يعيشون في الحي الملاصق المعروف بـ"بلاطة البلد".
وتفرض قوات الاحتلال الإسرائيلي طوقاً أمنياً حول المنطقة بأكملها، التي تُعدّ الأكثر اكتظاظاً بالسكان، في نابلس، ما يندرج تحت سياسة العقاب الجماعي، حسب مؤسسات حقوق الإنسان.
وفي سياق آخر، نفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الثلاثاء، عمليات اعتقال خلال اقتحامات ومداهمات لمناطق متفرقة ومنازل في الضفة الغربية، طاولت ستة مواطنين فلسطينيين على الأقل، كما نفذت عملية هدم ومصادرة خيام في خربة الرأس الأحمر بالأغوار الشمالية.
وذكرت مصادر صحافية أنّ قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت شاباً من منطقة واد الغروس شرق مدينة الخليل، جنوب الضفة الغربية، وشاباً آخر من مدينة يطا جنوب الخليل، إضافة إلى اعتقال شاب من مخيم العروب شمال الخليل، فيما اعتقلت ثلاثة شبان من مدينة ومخيم جنين شمال الضفة الغربية.
واقتحم جيش الاحتلال منزل أحد المواطنين في مخيم الجلزون شمال رام الله بعد تفجير أبوابه، وقام بتفتيشه وتخريب محتوياته، قبل أن ينسحب دون تسجيل حالات اعتقال في المخيم، فيما سلمت قوات الاحتلال شاباً من قرية مراح رباح جنوب بيت لحم، بلاغا لمراجعة مخابراتها.
أما في الأغوار الشمالية، فدهمت قوات الاحتلال خربة الراس الأحمر، وقامت بعملية هدم لخيام أربع عائلات. وقال معتز بشارات، مسؤول ملف الأغوار في محافظة طوباس، لـ"العربي الجديد": "إن قوات الاحتلال هدمت ثلاث خيام على الأقل، وصادرتها، وصادرت أدوات يستخدمها المواطنون في تربية المواشي".
وأكد بشارات أن الهدم جاء من دون سابق إنذار، ومن دون توجيه أية إخطارات مسبقة، ولكنها تأتي بعد 25 يوماً على هدم بركسات ومضارب لنفس العائلات، بحجة أن المكان منطقة عسكرية مغلقة، وهو تصنيف احتلالي ينسحب على كثير من مناطق الأغوار.
على صعيد آخر، استولت قوات الاحتلال، أمس، على جرافة كانت تعمل على إعادة تأهيل المدخل الغربي لبلدة عقربا جنوب نابلس، واحتجز سائقها ومن معه لفترة من الوقت قبل أن يتم إطلاق سراحهم، ومنعت استكمال العمل بالمنطقة كونها مصنفة "ج".