قُتل 13 مصرياً في أنحاء مختلفة من البلاد، أمس الجمعة، 10 منهم على يد قوات الأمن المصرية خلال تظاهرات مناهضة للانقلاب. أما الثلاثة الآخرين، فقد قُتلوا في أربعة تفجيرات في القاهرة وسيناء.
وأكدت مصادر رسمية أن تفجيرين انتحاريين في جنوب سيناء أسفرا عن مقتل جندي وإصابة ثمانية أشخاص على الأقل، وأدى تفجيران آخران في القاهرة الى سقوط قتيلين.
وقالت وزارة الداخلية، في بيان نشر في صفحتها على "فيسبوك"، إنّ عبوة ناسفة انفجرت، في حي مصر الجديدة شرق القاهرة، مستهدفة نقطة شرطة المرور "في ميدان المحكمة بمصر الجديدة، ما أدى إلى استشهاد عريف عبد الله محمد عبد الله، وإصابة الملازم أول نصر عبد القادر محمد إبراهيم، وثلاثة مجندين بإصابات مختلفة".
من ناحية أخرى، قال مدير مباحث القاهرة اللواء عصام سعد، إنّ عبوة ناسفة انفجرت، مساء الجمعة، بعد وضعها أسفل سيارة متوقفة في شارع بوسط القاهرة.
وأضاف سعد، لوكالة "رويترز"، إنّ ضابطاً في القوات المسلحة برتبة ملازم أول قتل في الانفجار الذي وقع لدى ركوبه السيارة. وأصيب سبعة أشخاص في الانفجار الذي وقع بالقرب من محطة لقطارات الأنفاق في شارع رمسيس.
في المقابل، اشارت وزارة الداخلية إلى أن انفجارين وقعا جنوب سيناء، أحدهما وقع خلال اشتباك قوة أمنية مع شخص كانت بحوزته قنبلة. وأوضحت أن الانفجار "أسفر عن استشهاد مجند من القوات المسلحة وإصابة ثلاثة أفراد من قوات الشرطة وآخر من القوات المسلحة".
ووصف البيان، المهاجم الانتحاري القتيل، بأنه "أحد العناصر الإرهابية".
وقالت وزارة الداخلية في بيانها، إن انتحارياً آخر فجر عبوة ناسفة لدى مرور حافلة سياحية كانت تقل عمالاً في المنطقة مما أدى لاشتعال النار في الحافلة وإصابة أربعة عمال إصابات طفيفة.
على صعيد آخر، قتلت أجهزة الأمن المصرية 10 متظاهرين، الجمعة، خلال المسيرات التي نظمها مناهضو الانقلاب العسكري استجابة لدعوة "التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب" وتنديداً بتصريحات وزير الخارجية، نبيل فهمي، التي وصفت العلاقات مع الولايات المتحدة بـ"الزواج الشرعي". وقد أطل المتظاهرون "الموجة الثورية الثالثة" تحت عنوان "زواج أميركا من مصر باطل".
فقد خرج الآلاف من المتظاهرين الرافضين لسلطة الانقلاب في مصر، في مسيرات حاشدة بمناطق عدة بشرق القاهرة، وقابلت قوات الأمن هذه التظاهرات بشراسة ومارست انتهاكات بحق العشرات ممن ألقي القبض عليهم كما يظهر في الفيديو المرفق من محافظة الاسكندرية.
وفي حلوان جنوب القاهرة، قتل المتظاهر أحمد ناجي، بالرصاص الحي، وأصيب العشرات بطلقات الخرطوش خلال المسيرة هناك. ونقلت مصادر ميدانية لـ"العربي الجديد"، أن ثمانية أشخاص من المؤيدين لمرسي، سقطوا قتلى برصاص قوات الشرطة، عقب اشتباكات ضارية بين الطرفين، مساء الجمعة.
وتركزت الاشتباكات في مناطق عدة، أهمها بشارع منصور الرئيسي، ومحيط قسم شرطة حلوان، ومحطة مترو حلوان، وسقط العشرات من المصابين في كلا الطرفين.
وفي مدينة نصر، تجمع المئات من أنصار مرسي أمام مسجد السلام في الحي العاشر، وتحركوا في مسيرة حاشدة، مندّدين عبر هتافاتهم بالممارسات القمعية لقوات الجيش والشرطة بحق المتظاهرين السلميين.
واعتدت قوات الأمن على المتظاهرين عند سوق السيارات، عبر إطلاق طلقات الخرطوش وقنابل الغاز المسيل للدموع بشكل مكثف، مما دفع بالمتظاهرين إلى التفرق في الشوارع الجانبية، وإنهاء الفعالية.
كما هاجمت قوات الأمن المركزي، المئات من المتظاهرين في شارع المسلة بحي المطرية، والذين كانوا خرجوا من أمام مسجد النور المحمدي.
وبموازاة ذلك، خرجت مسيرة حاشدة أخرى من أمام مسجد حمزة بحي المطرية أيضاً، ردد المتظاهرون خلالها هتافات ضد وزير الدفاع السابق، والمرشح الرئاسي عبد الفتاح السيسي.
ونشبت اشتباكات بين المتظاهرين المؤيدين لمرسي، وبعض الأهالي المسلحين في شارع المشروع بحي عين شمس، والذي أطلقوا فيها بعض طلقات الخرطوش باتجاه المتظاهرين بهدف تفريقهم.
وكان المئات خرجوا من أمام مسجد نور الإسلام في زهراء عين شمس، وتجنبوا التحرك في الشوارع الرئيسية لعدم الاصطدام بقوات الشرطة، والتحرك عبر الشوارع الجانبية.
وفي منطقة الشرابية (شمال القاهرة)، خرجت أعداداً كبيرة تحمل شعارات "رابعة"، وصورا لمرسي، ولافتات تندد باعتقال ذويهم، وتطالب بالإفراج السريع عنهم.
ومن شرق القاهرة إلى غرب الجيزة انطلقت مسيرة مفاجئة في حي المهندسين ردد المشاركون فيها الهتافات المناهضة لأحكام الإعدام.
وطافت المسيرة في شارع البطل أحمد عبد العزيز، فيما أغلقت قوات الأمن ميدان التحرير خوفاً من وصول المسيرة إلى شارع التحرير، وترددت أنباء عن اعتقال عدد من المشاركين في المسيرة قبل تفرقها.
وفي الاسكندرية توفي أحد مناهضي الانقلاب داخل سجن برج العرب العمومي والمحبوس احتياطياً بعد تدهور حالته الصحية ورفض إدارة السجن علاجه.
وأفاد بيان لهيئة الدفاع عن المعتقلين في الإسكندرية بوفاة جمعه علي على حميدة، البالغ من العمر 64 عاماً والمعتقل في سجن برج العرب بعد قيام قوات الأمن بإلقاء القبض عليه منذ نحو ستة أشهر.
وأشار البيان، إلى أن قوات أمن قامت باعتقال حميدة، لاعتراضه على مداهمه منزله بحثاً عن نجله. وقررت النيابة حبسه وتجاهلت نداءات واستغاثات أسرته على خلفية تدهور حالته الصحية جراء إصابته بأمراض ارتفاع ضغط الدم والسكري والالتهاب الكبد الوبائي.
وأضاف البيان أن زملاءه في السجن استغاثوا بالحراس لإسعافه، إلا أن إدارة السجن تأخرت في تقديم المساعدة الطبية له قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة داخل محبسه، أمس الجمعة.
في المقابل، نفى مصدر أمني في مديرية أمن الإسكندرية، وجود أي شبه جنائية في الحادث، مؤكدًا أن القتيل فارق الحياة إثر تعرضه لهبوط حاد في الدورة الدموية وتوقف في عضلة القلب بحسب المعاينة الظاهرية لطبيب السجن، وأخطرت النيابة لمباشرة التحقيق، وأمرت بانتداب الطب الشرعي لتحديد سبب الوفاة.
من ناحية أخرى، أكد "التحالف الوطني لدعم الشرعية" في الاسكندرية أن متظاهراً ثانياً قتل، الجمعة، عندما هاجمت قوات من الجيش والشرطة مسيرة رافضة للانقلاب العسكري في منطقة الهانوفيل غرب المدينة، وأصابت العشرات واعتقلت عدداً من المتظاهرين.
وكان "التحالف الوطني لدعم الشرعية" في الإسكندرية قد نظم مسيرات ووقفات احتجاجية عدة عقب صلاة الجمعة.
من جهتها، قالت وزارة الداخلية، في بيان بشأن مظاهرات لمؤيدي جماعة "الإخوان المسلمين" المحظورة في القاهرة ومحافظات أخرى، إن شخصين قتلا بطلقات نارية وأصيب ثلاثة خلال اشتباكات بين متظاهرين وسكان آخرين في مدينة الإسكندرية.
وأضافت أن قوات الأمن ألقت القبض على 42 من مؤيدي الجماعة في محافظات مختلفة وضبطت بحوزة بعضهم بنادق آلية وقنابل حارقة وشماريخ وأسلحة بيضاء.
وقال مدير المباحث الجنائية بالإسكندرية اللواء ناصر العبد، لـ "رويترز" إن أحد القتيلين أصيب بطلقة في الصدر بينما أصيب الآخر بطلقة في البطن.
إلى ذلك، أمهل "التحالف"، قوات الأمن في محافظة المنيا (صعيد مصر)، للإفراج عن سيدات تم اعتقالهن، أثناء مظاهرات مناهضة للانقلاب العسكري، مشيراً في بيان له الى "أنه سيتم محاصرة قسم شرطة العدوة، حيث تُحتجز السيدات في حال عدم الإفراج عنهن".
كما شهدت محافظة المنيا، الجمعة، حملة مداهمات أمنية لعدد من مراكزها، وفي مقدمتها سمالوط والعدوة لمنع خروج المظاهرات.
وبدا من فعاليات، الجمعة، أن محافظات الصعيد كانت الأكثر مشاركة، ففي محافظة بني سويف تظاهر الآلاف من رافضي الانقلاب في عدد من مراكز المحافظة.
وفي مركز ببا، خرج نحو 5 آلاف من الرافضين للانقلاب بالمدينة في تظاهرة طافت كافة الشوارع قاموا خلالها بحرق الإعلام الإسرائيلية والأميركية إضافة لعلم دولة الإمارات العربية المتحدة.
كما شهدت محافظة أسيوط، مظاهرات نظمها الرافضون للانقلاب، انطلقت عقب صلاة الجمعة، من مناطق الوليدية وأبو تيج ومدينة أسيوط.