وأسفرت عمليات بوكو حرام عن مقتل أكثر من 15 ألف شخص منذ عام 2009، وأجبرت قرابة مليونين على الفرار من ديارهم. ونجح الجيش النيجيري بدعم من جيرانه في استعادة معظم المناطق التي تسيطر عليها الجماعة، لكنها في الآونة الأخيرة كثفت الهجمات والتفجيرات.
وحذرت جماعات الإغاثة التي دخلت المنطقة في الأشهر القليلة الماضية، من أن نقص الغذاء والمأوى والرعاية الصحية أمور تهدد النازحين بانتشار المجاعة والأمراض على نطاق واسع.
وقالت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي، إرثارين كازين، إنّ ما يقدر بنحو 4.4 ملايين شخص في المجمل بحاجة لمساعدات غذائية في الشمال الشرقي، وإن كان الحجم الكامل للأزمة لا يزال غير معروف لأن هناك بعض المناطق التي لا يمكن الوصول إليها حتى الآن.
وأضافت لـ"رويترز": "يكمن التحدي في أن هناك مناطق في ولاية بورنو (معقل بوكو حرام) على وجه الخصوص ما زال لا يمكن الوصول إليها، وليست لدينا أي فكرة عن موقف الأمن الغذائي هناك". وقالت كازين إن "في أجزاء من الشمال الشرقي الذي يسيطر عليه الجيش ويحميه تهدد هجمات بوكو حرام برامج المساعدات".
وفي يناير/ كانون الثاني، فشل برنامج الأغذية في الوصول لنحو 300 ألف شخص من جملة 1.3 مليون يستهدفهم بسبب تفجير مخيمات للنازحين وهجمات على أسواق. وقالت المديرة التنفيذية للصحافيين إن زميلة لها، زارت المناطق التي تمت استعادتها من بوكو حرام مؤخرا، شبهت أوضاع النساء والأطفال هناك بصور أشخاص تم تحريرهم من معسكر أوشفيتز وغيره من معسكرات النازي في الحرب العالمية الثانية. وتحل اليوم ذكرى ضحايا محارق النازي.
وأضافت كازين: "أناشد المجتمع الدولي مواصلة إمدادنا بالدعم اللازم"، ولفتت إلى أن إنهاء التمرد سيتطلب حلا سياسيا وعسكريا، مضيفة "لن يتحسن الوضع الإنساني بدرجة تسمح لنا بالوصول لكل المعوزين." ومضت قائلة إن الحكومة أبلغت وكالات الإغاثة بأنها تتوقع انتهاء الصراع في غضون ستة أشهر.
ولم تظهر بوادر على تواصل الحكومة مع بوكو حرام على المستوى السياسي. وتسعى الجماعة المتشددة لإقامة خلافة إسلامية في الشمال الشرقي.
(رويترز)