انطلقت في العاصمة القطرية الدوحة اليوم الأربعاء أعمال الملتقى الإنساني الأول الذي تنظمه جمعية قطر الخيرية، لدعم الشعب الفلسطيني، بمشاركة ممثلين عن منظمة التعاون الإسلامي، والبنك الإسلامي للتنمية ومنظمات الأمم المتحدة، وممثلين عن منظمات خيرية في 30 دولة.
ويسعى الملتقى الذي يعد الأول من نوعه في قطر، إلى تسليط الضوء على حاجات الشعب الفلسطيني، واستقطاب الدعم لتمويل برامج ومشاريع إنسانية نوعية وتنفيذها. الى جانب إطلاق عدد من المبادرات الاستراتيجية لسد حاجات الانسان الفلسطيني الذي يتعرض للاحتلال والحصار.
ويهدف الملتقى إلى فتح الباب أمام المنظمات الدولية والمؤسسات المانحة للتعرف على حاجات المنظمات العاملة في فلسطين وأولوياتها.
ومن بين المبادرات التي أطلقها الملتقى الذي يستمر لثلاثة أيام ويعقد تحت شعار" فلسطين. كلنا معكم"، مبادرة لدعم التعليم، وأخرى لإعادة تأهيل غزة، وثالثة للمؤاخاة، ومبادرة لبناء قدرات الأفراد والمؤسسات ومبادرة وقفية الأقصى، وأخرى لرعاية الأمومة والطفولة.
وكشف المدير التنفيذي للتنمية الدولية في جمعية قطر الخيرية محمد بن علي الغامدي لـ"العربي الجديد" أن الجمعية رصدت 20 مليون دولار لتنفذ عددا من البرامج الصحية وبرامج التمكين، والتعليم والصحة ودعم وقفية القدس وأن هذا الدعم سيعلن رسميا خلال أعمال الملتقى.
ومن بين المبادرات التي طرحت، مبادرة لجمع التمويل اللازم" لمبادرة التآخي"، والتي تقوم على اطلاق بوابة الكترونية تعرض من خلالها الاحتياجات الأساسية من الأدوات الإنتاجية لتمكين الأسر والأفراد الفقراء اقتصاديا، حيث يتاح لزوار البوابة شراء هذه الاحتياجات لصالح المستهدفين، ومن ثم تقوم المبادرة التنفيذية بتوصيل هذه الحاجات لأصحابها.
وتسعى المبادرة في هدفها الرئيس إلى توفير وتغطية حاجات 10 آلاف أسرة فلسطينية وإلى خلق بيئة تفاعلية توفر لطرفي العمل الخيري والإنساني فرصة التعارف والتكافل وتعزيز ثقافة الإنتاج بدلاً من ثقافة الاستهلاك والطلب، كما تسعى إلى تسويق منتجات المشروعات الصغيرة، كالملابس والحقائب وشباك الصيد، وإلى توفير التمويل لفتح مشروعات لبعض الورش والخدمات المهنية.
فيما تهدف مبادرة وقفية الأقصى التي طرحت في المنتدى إلى جمع 100 مليون ريال قطري، وشراء عقارات لا يتجاوز عمرها خمسة أعوام بعقود تأجير طويلة الأمد وبعائد سنوي من أجل توطين العقار المقدسي وشراء المدارس ودعم التعليم بمختلف مراحله الدراسية والاستثمار في مشاريع نوعية تخدم ذوي الحاجات الخاصة.
ومن أبرز المبادرات التي طرحت خلال الملتقى "مبادرة إعادة تأهيل غزة"، حيث كشفت أرقام إحصائية لمكتب الأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وزعت في الملتقى عن آثار الحرب العدوانية الأخيرة على قطاع غزة أن حوالي 110 آلاف نازح لا يزالون في ملاجئ الأونروا الطارئة، ولدى عائلات مضيفة، وأن 450 الف مواطن فلسطيني ما زالوا غير قادرين على الوصول إلى المياه النظيفة، بسبب الضرر الذي لحق بالبنية التحتية وشبكة المياه والصرف الصحي، وأن معدل انعدام الأمن الغذائي وصل في قطاع غزة إلى 72 في المائة، فيما دمرت حوالي 5 في المئة من المساكن وأصبحت غير قابلة للسكن، وأغلقت 3 مستشفيات من أصل 32 مستشفى في القطاع بعد تعرضها للقصف الإسرائيلي، ولا يزال 24 مركزا صحيا للرعاية الأولية من أصل 97 مركزا مغلقا فضلا عن النقص المزمن في الأدوية والامدادات الطبية التي تعانيه هذه المستشفيات والمراكز الصحية.
كما بينت الإحصاءات تدمير 22 مدرسة بالكامل وتضرر 118 مدرسة خلال العدوان الإسرائيلي، وحاجة 373 ألف طفل على الأقل إلى دعم نفساني متخصص ومباشر وحاجة 1500 يتيم إلى دعم مستدام.