أمس كان يوماً آخر من الأيام التي لا تمرّ بسلام على الإعلام اليمني. فقد تعرض صحافيون لاعتداءات بالضرب والاختطاف على أيدي مسلحي جماعة الحوثيين، أثناء تغطيتهم لتظاهرة مناوئة لها في العاصمة صنعاء.
في ساحة التغيير حيث كانت مركزاً للانتفاضة الشعبية في 2011، اختطف مسلحون حوثيون سكرتير موقع "المصدر أونلاين" الإخباري يوسف عجلان، أثناء تغطيته للمظاهرة التي شهدتها المدينة، ثم أطلقوا سراحه.
وقال عجلان لـ"العربي الجديد"، "أثناء ما كنت أقوم بتغطية المظاهرة التي هاجمها الحوثيون رآني عدد منهم وأنا أصور، فهجموا عليّ واقتادوني إلى دورية لهم".
وأضاف: "بعد ساعتين من اختطافي رموا بي في شارع خاوٍ بمنطقة بيت بوس في جنوب العاصمة، وتعرضت لاعتداء بالضرب من قبل الدورية".
وقالت مؤسسة حرية المعنية برصد الانتهاكات بحق الصحافيين ان 25 حالة اعتداء ضد صحافيين وإعلاميين وقعت خلال يومي الأحد والإثنين (25 و26 يناير/كانون الثاني 2015) فقط في العاصمة صنعاء من إجمالي 49 حالة انتهاك رصدتها المؤسسة منذ بداية يناير الجاري، ارتكبت أغلبها من قبل المسلحين الحوثيين.
وأضافت أن يومي الأحد والإثنين كانا الأعنف انتهاكاً على الحريات الصحافية في العاصمة صنعاء، والأكثر سوداوية في التعامل مع الإعلاميين والصحافيين والمصورين لمختلف الوسائل الإعلامية المحلية والدولية.
وشملت الانتهاكات - حسب المؤسسة - ضد الحريات الإعلامية حالات اختطاف واعتقال واعتداءت جسدية وضرب مبرح، طالت العديد من الطواقم الإعلامية والصحافيين من وسائل الإعلام المحلية والدولية وكذا مصادرة أدوات تصوير تلفزيونية وصحافية.
وقال المصور الشاب يحيى السواري، إنه فر يوم الأربعاء من معتقل، بعد ثلاثة أيام من اختطافه من تظاهرة يوم الإثنين الماضي في العاصمة صنعاء.
وأضاف "أنا هربت من فندق مهجور بالتحرير اسمه هيلتاون حوله الحوثيون إلى معتقل وما زال هناك شباب محتجزون، حياتي الآن في خطر والحوثيون هم المسؤلون في حال تعرضت لأي أذى".
واعتدى مسلحون حوثيون خلال التظاهرة على الطالب في كلية الإعلام نبيل صلاح، وصادروا هاتفه الذي كان يصور به، ونقل إلى المشفى لتلقي العلاج.
وقال شهود عيان لـ"العربي الجديد"، إن الحوثيين يعتقلون أي شخص يحاول تصوير اعتداءاتهم على المظاهرات. وأدانت نقابة الصحافيين اليمنيين في بيان لها مساء الأربعاء اختطاف الصحافي يوسف عجلان والمصور يحيى السواري.