"جهيز" عادة ورثها الباكستانيون من الهنود، تقضي بتجهيز أهل العروس لها قبل عرسها. لكنّها باتت من أهم أسباب ارتفاع نسبة العنوسة في باكستان، بخاصة بين الفقراء. وفي هذا الإطار حاورت "العربي الجديد" فرخنده بروين، الناشطة الحقوقية مديرة مؤسسة ساكشيت الخيرية التي تعمل ضد هذه الظاهرة.
ما هو تعريفك لعادة "جهيز"؟ وكيف بدأت؟
من المعروف أنّ "جهيز" هو جهاز العروس. ويعني تقديم أسرة العروس الأثاث المنزلي والملابس وغيرها، لابنتهم عند زواجها. ويتمّ هذا، في معظم الأحيان، بطلب من أسرة العريس. العادة هندوسية الأصل، ورثها الباكستانيون عنهم. فالأب في المجتمع الهندي يقدم لابنته "الجهيز"، مقدماً، لأنّ المتزوجات لا يحق لهن بميراثه. بقيت العادة لدى الباكستانيين، وتجذرت في مجتمعهم.
أين تنتشر العادة؟ وهل من آثار لها على المجتمع؟
تنتشر في كلّ باكستان، لكنّها تتركز أكثر في إقليم البنجاب. ولعادة "جهيز" آثار سلبية على المجتمع. فهي أحد الأسباب الرئيسية لارتفاع نسبة العنوسة. فكلّ همّ الآباء، طوال حياتهم، كيفية تأمين زواج البنات. والفقراء منهم يجمعون النقود لسنوات طويلة، من أجل ذلك. وبالتالي فمن آثار هذه العادة حرمان بنات الفقراء، غالباً، من الزواج. كما تدفع العادة، الآباء إلى تزويج بناتهم الصغيرات إلى أشخاص يكبرونهن بكثير، عندما لا يتمكنون من تأمين "الجهيز".
ماذا عن دور المجتمع المدني والحكومة في التصدي لهذه العادة؟
لا توجد جهود مخلصة للتصدي لها. ورغم محاولات بعض المؤسسات الخيرية تمرير قانون يمنع بموجبه العريس من طلب "الجهيز"، فالحكومات الباكستانية المتعاقبة لا ترغب في ذلك، ولا تتعاون. بل على العكس، بعض المصارف تقدم ديوناً بالفائدة للفقراء، من أجل تزويج بناتهم. ومع ذلك، تعمل بعض المؤسسات الخيرية على تثقيف الناس وحضهم على نبذ هذه العادة.