مخطئٌ مَن يظن أن العبودية انتهت. ربما اختلفت أشكالها. تقوم العبودية الحديثة على استغلال البشر جنسياً بهدف جني المال، أو العمل أو الزواج القسري، وفق تقرير مؤشر العبودية العالمي الصادر عن مؤسّسة السير بحرية أخيراً، التي تعمل على إنهاء العبودية في العالم.
قدّر التقرير ارتفاع نسبة العبودية في العالم بنحو 20 في المئة خلال عام واحد، لتطال 35.8 مليون شخص. شملت الاحصاءات 167 دولة تمارس العبودية الحديثة ضمن حدودها، وتطرقت إلى فعالية الاجراءات التي تتخذها الحكومات، بالإضافة إلى العوامل والظروف التي تجبر الإنسان على القبول بالعيش في ظروف مماثلة.
تجدر الإشارة إلى أن هذه النسبة لا تعكس بالضرورة زيادة عدد المستعبدين حول العالم، إذ يشير التقرير إلى أنها ظهرت نتيجة المعايير الدقيقة التي اعتمدها الباحثون، وأدت إلى الكشف عن بلدان جديدة تعاني من العبودية الحديثة، مثل تايوان وجنوب السودان وكوريا الشمالية وكوسوفو وقبرص. كذلك، بلغت نسبة العبودية الحديثة في الهند والصين وباكستان وأوزبكستان وروسيا ونيجيريا والكونغو واندونيسيا وبنغلادش وتايلاند 71 في المئة.
أما الدول التي شهدت زيادة في نسبة العبودية الحديثة عام 2014، فشملت سورية والسودان وغيرها من الدول التي استقطبت أيدٍ عاملة أجنبية، وفرضت عليها العمل في ظروف تنافي حقوق الإنسان. في السياق، يقول مسؤول الاتصالات الدولية والمهنية في مؤسسة السير بحرية، جورج كاندون، لـ"العربي الجديد"، إن "قياس نسبة العبودية الحديثة في البلاد مهمّة صعبة جداً بسبب إخفاء طبيعة تلك الجريمة بوسائل مختلفة".
يضيف: "الطريقة الأكثر دقة في تقدير أعداد الأشخاص الذين يعيشون في ظلّ العبودية، هي إجراء استطلاعات رأي. لذلك، فوّضت المؤسسة هذا العام غالوب (فريق من الباحثين العالميين)، لتقود استطلاعات رأي عشوائية في سبع دول، وجمع تلك النتائج مع بيانات سابقة لتسع دول، ومراجعة مصادر ثانوية لـ58 بلداً".
بحسب التقرير، ساهم الصراع الدائر في منطقة الشرق الأوسط في تغييب القوانين، وارتفاع أعداد المستضعفين، الذين تعرّضوا لأبشع أنواع الاستعباد، وخصوصاً النساء والأطفال. ويقدّر عدد الذين يعانون من العبودية في سورية بـ258200 شخص، بالاضافة إلى 429000 في السودان. أما نسبة العبودية في منطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسطـ فبلغت 2178100 شخص، فيما وصلت في أوروبا إلى 566200 شخص.