تبقى أزمة التعليم إحدى أصعب المشاكل التي يُعاني منها اللاجئ السوري، على الرغم من الخدمات الجيدة التي تقدمها تركيا للاجئين بالمقارنة مع بقية دول الجوار. ومع افتتاح عدد من المدارس السورية في تركيا، ما زال هناك نحو 400 ألف طفل سوري خارج المدرسة.
وبحسب نائب رئيس الوزراء والمتحدث باسم الحكومة التركية، نعمان كورتولموش، يقدر عدد الأطفال السوريين (في عمر الدراسة) المتواجدين في تركيا بنحو 550 ألف طفل، يحصل 110 آلاف منهم على التعليم على أيدي مدرسين سوريين في المدارس السورية، بينما لا يتلقى نحو 400 ألف آخرين أي نوع من التعليم، ما ينبئ بكارثة حقيقية على المدى البعيد.
وبحسب التقرير الأخير الصادر عن إدارة الكوارث والطوارئ التابعة لرئاسة مجلس الوزراء، يشكّل الأطفال نحو نصف أعداد اللاجئين السوريين في البلاد الذين يصل عددهم إلى مليوني شخص، علماً أن 7500 طفل فقط يدرسون في مدارس تركية.
ويلفت إلى أنه من بين 260 ألف سوري يعيشون في المخيمات، هناك أكثر من 78 ألف طفل سوري في عمر الدراسة، وقد عملت الإدارة على بناء 1211 صفاً في 22 مدرسة يعمل فيها 3220 مدرساً، منهم 389 مدرساً تركياً.
وتشكّل اللغة عائقاً أمام الأطفال السوريّين، الذين يجدون أنفسهم عاجزين عن الالتحاق بالمدارس التركية. وفي ظل غياب أي برامج لمساعدة الأطفال السوريين ودمجهم في المدارس التركية، يفضل معظم أولياء الأمور السوريين إرسال أبنائهم إلى المدارس السورية. لكن مع استمرار الأزمة وارتفاع التكاليف، بدأ البعض بإرسال أبنائهم إلى المدارس التركية.
تجدر الإشارة إلى أن وزارة التعليم التركية أعلنت إضافة اللغة العربية إلى المناهج التعليمية لتلاميذ المرحلة الابتدائية، اعتباراً من العام الدراسي المقبل (2016 - 2017)، على أن تدرس كإحدى اللغات الأجنبية الاختيارية.
في هذا السياق، تقول آمنة ابراهيم (35 عاماً)، والتي كانت تعمل كمدرسة في إحدى المدارس الابتدائية في إدلب قبل قدومها وعائلتها إلى إسطنبول: "لدي ثلاثة أولاد. قدمنا إلى هذا البلد قبل ثلاث سنوات. في البداية، سجلتهم في مدرسة سورية، على أمل العودة قريباً إلى بلادنا. لكن هذا العام، قررت تسجيلهم في إحدى المدارس التركية".
وعن الأسباب، تشرح إبراهيم "فقدنا الأمل بالعودة إلى سورية"، لافتة إلى "أننا ندفع نحو 800 ليرة تركية (275 دولاراً) لتسجيل طفل في المدرسة سنوياً، عدا عن الحاجة إلى مصاريف النقل. ولأنّه لم يعد باستطاعتنا تأمين المال، بالإضافة إلى مشاكل التسجيل في وزارة التربية والتعليم التركية، والقلق من احتمال عدم الاعتراف بالشهادات التي تقدمها هذه المدارس، قررنا نقل اثنين إلى المدارس الحكومة التركية، فيما بقيت ابنتي الصغيرة في المدرسة السورية، لأنني أريدها أن تتعلم العربية بشكل جيد".
تتابع إبراهيم: "وقعنا في حيرة من أمرنا. من جهة، لا نريد أن ينسى أطفالنا اللغة العربية. ومن جهة أخرى، ينتابنا قلق من عدم قدرتهم على الالتحاق بالجامعات التركية. وبما أننا لا نفكر في اللجوء إلى أوروبا، تبقى الجامعات التركية الخيار الوحيد. لذلك، لجأنا إلى إحدى المدارس التركية".
وتجدر الإشارة إلى أن أقساط المدارس السورية في تركيا إلى ارتفاع بسبب توقف الدعم المادي عن عدد كبير منها، في ظل العجز الذي تعاني منه الحكومة السورية المؤقتة. ويؤكّد مساعد وزير التربية والتعليم في الحكومة السورية المؤقتة المتمركزة في ولاية غازي عنتاب عبد الرحمن الحاج: "كان لدى الحكومة خطة لدعم هذه المدارس، وقد أنفقت نحو 600 ألف دولار خلال العام الماضي. لكن البرنامج توقف لأن الكلفة أكبر بكثير من إمكانات الحكومة".
إلى ذلك، لا يبدو أن المشكلة ستنتهي بمجرد نقل الأطفال السوريين إلى المدارس التركية. أمر يؤكده محمد علي (35 عاماً) الذي يعمل في ورشة خياطة براتب لا يتجاوز الـ 400 دولار. يقول لـ "العربي الجديد": "الراتب لا يكاد يكفي لدفع بدل إيجار المنزل وتأمين كلفة الحياة اليومية"، مضيفاً أنه لا يستطيع إرسال أولاده الثلاثة إلى المدارس السورية "قررت إرسال أبنائي الثلاثة إلى المدارس التركية".
يتابع علي: "حين وصلت إلى إسطنبول منذ عام ونصف العام، ألحقت ابني الأكبر سناً (13 عاماً) في المدرسة. كان يأتي يومياً إلى المنزل باكياً. المدرس لم ينتبه إلى أن الطفل لا يجيد اللغة التركية. أيضاً، كان الأطفال يسخرون منه لأنه لا يتحدث التركية. وأحياناً يسخرون منه بالقول: "أيها السوري ماذا تفعل هنا؟ كره الطفل المدرسة، وصار يرافقني إلى العمل". وتؤكّد آمنة أنها عانت بعض الشيء في البداية مع أبنائها، لافتة إلى أن التلاميذ يتعرضون لصدمة حقيقية.
إقرأ أيضاً: انفتاحٌ وتزمّت.. حالُ المدارس السورية في تركيا
وبحسب نائب رئيس الوزراء والمتحدث باسم الحكومة التركية، نعمان كورتولموش، يقدر عدد الأطفال السوريين (في عمر الدراسة) المتواجدين في تركيا بنحو 550 ألف طفل، يحصل 110 آلاف منهم على التعليم على أيدي مدرسين سوريين في المدارس السورية، بينما لا يتلقى نحو 400 ألف آخرين أي نوع من التعليم، ما ينبئ بكارثة حقيقية على المدى البعيد.
وبحسب التقرير الأخير الصادر عن إدارة الكوارث والطوارئ التابعة لرئاسة مجلس الوزراء، يشكّل الأطفال نحو نصف أعداد اللاجئين السوريين في البلاد الذين يصل عددهم إلى مليوني شخص، علماً أن 7500 طفل فقط يدرسون في مدارس تركية.
ويلفت إلى أنه من بين 260 ألف سوري يعيشون في المخيمات، هناك أكثر من 78 ألف طفل سوري في عمر الدراسة، وقد عملت الإدارة على بناء 1211 صفاً في 22 مدرسة يعمل فيها 3220 مدرساً، منهم 389 مدرساً تركياً.
وتشكّل اللغة عائقاً أمام الأطفال السوريّين، الذين يجدون أنفسهم عاجزين عن الالتحاق بالمدارس التركية. وفي ظل غياب أي برامج لمساعدة الأطفال السوريين ودمجهم في المدارس التركية، يفضل معظم أولياء الأمور السوريين إرسال أبنائهم إلى المدارس السورية. لكن مع استمرار الأزمة وارتفاع التكاليف، بدأ البعض بإرسال أبنائهم إلى المدارس التركية.
تجدر الإشارة إلى أن وزارة التعليم التركية أعلنت إضافة اللغة العربية إلى المناهج التعليمية لتلاميذ المرحلة الابتدائية، اعتباراً من العام الدراسي المقبل (2016 - 2017)، على أن تدرس كإحدى اللغات الأجنبية الاختيارية.
في هذا السياق، تقول آمنة ابراهيم (35 عاماً)، والتي كانت تعمل كمدرسة في إحدى المدارس الابتدائية في إدلب قبل قدومها وعائلتها إلى إسطنبول: "لدي ثلاثة أولاد. قدمنا إلى هذا البلد قبل ثلاث سنوات. في البداية، سجلتهم في مدرسة سورية، على أمل العودة قريباً إلى بلادنا. لكن هذا العام، قررت تسجيلهم في إحدى المدارس التركية".
وعن الأسباب، تشرح إبراهيم "فقدنا الأمل بالعودة إلى سورية"، لافتة إلى "أننا ندفع نحو 800 ليرة تركية (275 دولاراً) لتسجيل طفل في المدرسة سنوياً، عدا عن الحاجة إلى مصاريف النقل. ولأنّه لم يعد باستطاعتنا تأمين المال، بالإضافة إلى مشاكل التسجيل في وزارة التربية والتعليم التركية، والقلق من احتمال عدم الاعتراف بالشهادات التي تقدمها هذه المدارس، قررنا نقل اثنين إلى المدارس الحكومة التركية، فيما بقيت ابنتي الصغيرة في المدرسة السورية، لأنني أريدها أن تتعلم العربية بشكل جيد".
تتابع إبراهيم: "وقعنا في حيرة من أمرنا. من جهة، لا نريد أن ينسى أطفالنا اللغة العربية. ومن جهة أخرى، ينتابنا قلق من عدم قدرتهم على الالتحاق بالجامعات التركية. وبما أننا لا نفكر في اللجوء إلى أوروبا، تبقى الجامعات التركية الخيار الوحيد. لذلك، لجأنا إلى إحدى المدارس التركية".
وتجدر الإشارة إلى أن أقساط المدارس السورية في تركيا إلى ارتفاع بسبب توقف الدعم المادي عن عدد كبير منها، في ظل العجز الذي تعاني منه الحكومة السورية المؤقتة. ويؤكّد مساعد وزير التربية والتعليم في الحكومة السورية المؤقتة المتمركزة في ولاية غازي عنتاب عبد الرحمن الحاج: "كان لدى الحكومة خطة لدعم هذه المدارس، وقد أنفقت نحو 600 ألف دولار خلال العام الماضي. لكن البرنامج توقف لأن الكلفة أكبر بكثير من إمكانات الحكومة".
إلى ذلك، لا يبدو أن المشكلة ستنتهي بمجرد نقل الأطفال السوريين إلى المدارس التركية. أمر يؤكده محمد علي (35 عاماً) الذي يعمل في ورشة خياطة براتب لا يتجاوز الـ 400 دولار. يقول لـ "العربي الجديد": "الراتب لا يكاد يكفي لدفع بدل إيجار المنزل وتأمين كلفة الحياة اليومية"، مضيفاً أنه لا يستطيع إرسال أولاده الثلاثة إلى المدارس السورية "قررت إرسال أبنائي الثلاثة إلى المدارس التركية".
يتابع علي: "حين وصلت إلى إسطنبول منذ عام ونصف العام، ألحقت ابني الأكبر سناً (13 عاماً) في المدرسة. كان يأتي يومياً إلى المنزل باكياً. المدرس لم ينتبه إلى أن الطفل لا يجيد اللغة التركية. أيضاً، كان الأطفال يسخرون منه لأنه لا يتحدث التركية. وأحياناً يسخرون منه بالقول: "أيها السوري ماذا تفعل هنا؟ كره الطفل المدرسة، وصار يرافقني إلى العمل". وتؤكّد آمنة أنها عانت بعض الشيء في البداية مع أبنائها، لافتة إلى أن التلاميذ يتعرضون لصدمة حقيقية.
إقرأ أيضاً: انفتاحٌ وتزمّت.. حالُ المدارس السورية في تركيا