1. اليابان
"كوكب اليابان"، ورمز الثروة والحضارة والأخلاق والتكنولوجيا اليوم، لم يكن سوى قطعة من الدمار قبل عقود فقط.
إذ شنت الولايات المتحدة حملة قصف جوي على كل من طوكيو، أوساكا، ومدن يابانية أخرى، تم فيها قصف هيروشيما ونكازاكي بالقنبلة النووية لتستسلم بعدها اليابان عام 1945.
لكن اليابان قررت الدخول في فترة نقاهة اقتصادية استعادت فيها البلاد عافيتها واعتمدت على سواعد أهلها وعقولهم ليعم الرخاء الأرخبيل الياباني، وتكون اليابان...كوكب اليابان.
2. ألمانيا
وكانت ألمانيا من بين أكثر الدول تضرراً من الحرب العالمية، فقد هُزمت ألمانيا عام 1945، وأعلنت استسلامها بعدما احتل الجيش الأحمر برلين. ولقي أكثر من سبعة ملايين من الجنود والمدنيين الألمان مصرعهم خلال الحرب، وأقدم هتلر على الانتحار، وتم تقسيم البلاد، ولم يعد للعملة الألمانية أية قيمة حقيقية.
لكن البلاد المدمرة بالكامل قررت أن تنهض من جديد، لتدخل عصر ما صار يُسمّى تاريخياً بـ "المعجزة الاقتصادية الألمانية"، ونما دورها أكثر فأكثر داخل الاتحاد الأوروبي والناتو، وانتقلت من دولة شبه ممحية من الخريطة إلى أقوى اقتصاد أوروبي اليوم.
3. الولايات المتحدة
وعانت أميركا من حرب أهلية عنيفة، بعدما أسست إحدى عشرة ولاية جنوبية ما أسمته آنذاك "الولايات الكونفيدرالية الأميركية" وأعلنت الانفصال والحرب على الولايات المتحدة المدعومة من قبل الولايات الحرة وولايات العبيد في إطار اتحاد الشمال.
وانتهت الحرب بكارثة إنسانية، إذ قُتل أكثر من 620 ألف جندي وعدد غير قابل للحصر من المدنيين، لكن الشعب الأميركي ربح إنهاء الرق، واستعاد الاتحاد، وعزز دور الحكومة الفيدرالية، وأطلق مرحلة إعمار استمرت إلى غاية 1877، أحدثت تغييرات جذرية ساعدت على تحويل البلاد إلى القوة العظمى التي نعرفها الآن.
4. إسبانيا
وعلى غرار الولايات المتحدة، فتكت بإسبانيا حرب أهلية خلفت مقتل نصف مليون شخص وفرار نصف مليون آخر من البلاد نحو بلدان عدة على رأسها أميركا اللاتينية، تلاها عصر من الدكتاتورية تحت حكم فرانكو.
إلا أن البلاد بدأت رحلة من التحديث والتطور الاقتصادي والعلمي الذي أهلها لتكون إحدى أهم دول الاتحاد الأوروبي.
5. الصين
وتناحر الصينيون في حرب أهلية بين 1927 و1950، كما تعرضوا للغزو الياباني عام 1941، خلف كل ذلك ملايين القتلى والكثير من الدمار.
إلا أن الصين خاضت رحلة من التغيير والتطور والابتكار والصناعة، حولتها إلى القوة العظمى التي نعرف اليوم، ومازالت تواصل طريق النمو، مقدمة، إلى جانب الأمثلة السابقة، مثالاً حياً على أن الشعوب حين تقرر النهوض، تصنع معجزة، مهما طحنتها الحروب.