يعيش أكثر من 50 ألف مدني في مدينة سراقب بريف إدلب، قلقاً متزايداً جراء عودة القصف الجوي على منازلهم، واضطرارهم إلى ترك منازلهم قسراً والنزوح إلى مناطق أكثر أمانا، بعدما اعتقدوا أنهم سيعيشون في أمان إثر اتفاق أستانة الذي وضع مدينتهم ضمن مناطق "خفض التصعيد".
وقال أبو عبد الله النجار، من سكان سراقب في حديث مع "العربي الجديد": "عادت قوات النظام والطائرات الروسية لقصف المدينة، ومنذ أيام يقصف الطيران الحربي بالرشاشات والصواريخ شديدة الانفجار بشكل شبه متواصل".
وأضاف "أمس شارك الطيران الحربي الروسي بتنفيذ غارات على أطراف المدينة الشمالية والجنوبية والشرقية وريف المدينة الشرقي، واستمر القصف من العاشرة والنصف صباحاً حتى الثالثة فجر اليوم"، مُبيناً أن "القصف سبب دمار عدة منازل، كما استهدف في وقت سابق مشفى الحياة وبنك الدم وفرن الخبز ومستوصف المدينة".
وأعرب عن خشيته من أن يعيش من جديد تجربة النزوح المرة التي عاشها قبل نحو السنة، وأن يضطر للخروج من المدينة خوفاً من القصف الكثيف.
وبيّن أنه لا يزال متمسكا بالبقاء في منزله الذي يحوي بعض المواد الغذائية، مشيراً إلى أن "الأسواق ما زال معظمها يفتح أبوابه رغم القصف، لكن إن طال القصف فقد تتغير الأوضاع في المدينة".
وقال مصطفى الأحمد، من سكان سراقب، لـ "العربي الجديد"، "الحياة ليست طبيعية في سراقب، بالرغم من أنك تجد أناسا في الشارع، لكن لا يخرج أحد من منزله إلا لعمل أو قضاء حاجة ضرورية، في حين هناك حالة من الحذر والقلق سائدة بين أهل المدينة، فلا أحد يعلم متى يمكن أن يبدأ القصف".
— Julian Röpcke (@JulianRoepcke) ٩ مارس ٢٠١٩ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
وأضاف "هناك عائلات كانت تخرج من المدينة في النهار وتعود في المساء، تجنبا للقصف الذي يستهدف المدينة، لكن مع قصف المدينة ليلة أمس، لم يعد هناك فرق بين النهار والليل، وهذا قد يدفع بعض العائلات إلى التفكير جديا بالنزوح إلى البلدات القريبة الأكثر أمانا لحين تنتهي هذه الحملة".
— Charles Lister (@Charles_Lister) ١٣ مارس ٢٠١٩ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
من جهته، اعتبر أبو علي الإدلبي، الناشط الإعلامي في سراقب، أن الحياة في مدينته ما تزال شبه طبيعية، "فالناس طوال سنوات عاشت في ظل القصف، ولكن الخوف من استمراره قد يغير الوضع". وأضاف "حاليا لا يوجد انقطاع أي مادة من الأسواق، لكن حدث ارتفاع نسبي بالأسعار".
ولفت إلى أن "حوالي 50 ألف نسمة بين نازح ومقيم يقيمون اليوم في سراقب"، موضحا أن "المدينة لا تشهد بعد حركة نزوح، والأمر يقتصر على من يذهب إلى المزارع المحيطة بها، منهم من يبقى بها في النهار فقط وبعضهم لا يتركها حتى يتبين الوضع، في حين يحتمي أهالي المدينة خلال القصف في أقبية المنازل وعبارات المياه إن كانت قريبة من المنزل، لكن لا يوجد فيها ملاجئ مجهزة لهذه الغاية".
— هادي العبدالله Hadi (@HadiAlabdallah) ١٣ مارس ٢٠١٩ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
وذكر أن "الدوام في المدارس يستمر معلقا بسبب استمرار القصف، حفاظا على سلامة الطلاب". وقال الإدلبي "المراكز الحيوية التي تعرضت للقصف، مثل المشفى والفرن وبنك الدم، تحاول الاستمرار في العمل، ضمن الإمكانيات المتبقية لديها".
وأعرب عن اعتقاده بأن الأهالي ليس لديهم خيارات في حال استمرار القصف، فقد ينزحون باتجاه مزارع المدينة والقرى القريبة منها، وفي حال توسع القصف قد يتجهون إلى أريحا وإدلب والقرى الحدودية، وغالب الناس لن يتوجهوا إلى المخيمات".