عندما تتحدث عن البرتغالي كريستيانو رونالدو والأرجنتيني ليونيل ميسي اليوم وتمدح بهما فالأمر عادي وطبيعي ويتكرر كل أسبوع. لكن أن تتحدث عن لاعب بلغ من العمر 36 سنة وما زال يُبهر الجماهير بطريقة تسجيله فالأمر يتخطى حدود الواقع ويقترب من الخرافة أو الخيال.
المقارنة ليست مُحرمة
يتفق الجميع على أن ليونيل ميسي ليس بشرياً عندما يُداعب الكرة بين قدميه. وتوافق الأكثرية الساحقة على أن كريستيانو رونالدو عمل على نفسه كثيراً من أجل صناعة قوة جبارة بعيداً عن الموهبة التي نمت معه منذ البداية. لكن بين الأرجنتيني والبرتغالي يأتي زلاتان إبراهيموفيتش الذي يملك مزيجا من الاثنين.
إبراهيموفيتش بكل بساطة لا يملك مهارة ميسي الفردية لكنه يعرف جيداً كيفية تسجيل أهداف أجمل من ميسي في بعض الأحيان، وطريقة إنهائه للفرص الصعبة متشابهة كثيراً مع رونالدو. وربما أخر أهدافه مع فريقه لوس أنجلس غالاكسي عن طريق "الكعب المجنون" يؤكد على وجود هذه الصفات فيه.
قد لا تجوز المقارنة بين الثلاثة على اعتبار أن لكل لاعب أسلوبه الخاص على أرض الملعب وطريقته في إنهاء الأمور والتلاعب بالمدافعين. لكن المقارنة ليست مُحرمة عندما يأتي الحديث عن لاعب سويدي عمره 36 سنة دخل قائمة اللاعبين الذين سجلوا 500 هدف خلال المسيرة وليس هنا فقط، بل هو اللاعب الوحيد الذي يُنافس ميسي ورونالدو في القائمة التي أصبح لاعبوها من الماضي.
أنا زلاتان أنا الملك
يحتل النجم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش المركز الـ 28 في قائمة اللاعبين الذين سجلوا 500 هدف وأكثر خلال مسيرتهم الكروية. لكن مهلاً هو في المركز الثالث لناحية اللاعبين الذين تخطوا حاجز الـ 500 وما زالوا يلعبون حتى اليوم. فإبراهيموفيتش سجل 507 أهداف ويحتاج لـ 70 هدفاً للدخول في قائمة العشرة الأوائل التي تضم ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو.
بالنسبة لميسي فهو وصل إلى 648 هدفاً خلال مسيرته الكروية حتى الآن مع برشلونة والمنتخب الأرجنتيني، بينما سجل البرتغالي كريستيانو رونالدو 676 هدفاً مع أندية (سبورتينغ، مانشستر يونايتد، ريال مدريد) والمنتخب البرتغالي في المباريات الودية والبطولات القارية والدولية التي شارك فيها.
ميسي، رونالدو وإبراهيموفيتش. ثلاثة لاعبين فقط من قائمة مسجلي 500 هدف وأكثر ما زالوا يلعبون حتى اليوم وأمامهم بعض السنوات قبل الاعتزال. أن يكون لاعبا بعمر الـ 36 سنة ويتخطى حاجز الـ 500 هدف مثلما فعل ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو اللذان هما أصغر بالعمر والخبرة فهو حتماً ملك في الملاعب، ومن يستحق هذا اللقب غير زلاتان إبراهيموفيتش الذي لا يخجل من أن يقول بصوته الخشن: "أنا زلاتان أنا الملك".