عادةً، حين يُقتبَس فيلم عن رواية، تميل الأغلبية إلى تفضيل النص الأصلي المكتوب والمقروء.
وتكون التفسيرات، إما مرتبطة بعدم قدرة العمل السينمائي على الإحاطة بكل جوانب الرواية (لأن فيلماً من ساعتين لن يحيط بكل شيء في كتاب من 300 صفحة)، أو لأنّ الأدب عموماً يعمل على جزئية الخيال وقدرة كل متلق على خلق عالم مرئي لما يقرأه، في حين تجسد السينما الأمور في صور محددة.
ورغم ذلك، هناك بعض الأعمال السينمائية العظيمة التي يمكن اعتبارها استثناءً، إذ تفوَّقت الأفلام على الروايات المُقتبسة منها.
وفي كل مرة يحدث، ذلك يكون وراءه مخرج كبير ذو رؤية قوية، وممثلون عظام يجعلون الشخصيات صورا حيّة وناطقة. هنا عدد من هذه الأفلام التي اقتبست من روايات حسب ترتيبها الزمني:
وتكون التفسيرات، إما مرتبطة بعدم قدرة العمل السينمائي على الإحاطة بكل جوانب الرواية (لأن فيلماً من ساعتين لن يحيط بكل شيء في كتاب من 300 صفحة)، أو لأنّ الأدب عموماً يعمل على جزئية الخيال وقدرة كل متلق على خلق عالم مرئي لما يقرأه، في حين تجسد السينما الأمور في صور محددة.
ورغم ذلك، هناك بعض الأعمال السينمائية العظيمة التي يمكن اعتبارها استثناءً، إذ تفوَّقت الأفلام على الروايات المُقتبسة منها.
وفي كل مرة يحدث، ذلك يكون وراءه مخرج كبير ذو رؤية قوية، وممثلون عظام يجعلون الشخصيات صورا حيّة وناطقة. هنا عدد من هذه الأفلام التي اقتبست من روايات حسب ترتيبها الزمني:
The Shining
الفيلم مقتبس من رواية لستيفن كينغ 1977، ومن إخراج ستانلي كوبريك. يعتبر الفيلم واحداً من أكبر حالات الخلاف في الرؤية بين مؤلف رواية، ومخرج الفيلم المقتبس عنها، حدثت بين كينغ وكوبريك. رأى الأول أن الأخير يدمر كل ملامح قصته، وأنه غير راضٍ عن الاقتباس، بينما كان كوبريك غير معني تماماً برضاه أو حتى بتفاصيل روايته، فقد أخذها في معالجته لشكلٍ آخر. وفي الوقت الذي دار فيه الكتاب حول الطفل ذي الخمس سنوات الذي يرى أشباحاً في الفندق الغريب، فإن الفيلم دار أكثر حول تيمة "الهوس" وشخصية الأب، ومن خلال رؤية بصرية لا تنسى لواحد من أعظم مخرجي السينما. وفي الوقت الذي أصبحت فيه الرواية "مجرد قصة رعب" فإن الفيلم ازدادت قيمته مع الوقت كعمل عظيم عن الجنون. أي أن الفيلم تفوّق فعلاً على الرواية.
The Silence of the Lambs
النص رواية لتوماس هاريس 1988، والفيلم من إخراج جوناثان ديم (1991). حازت الرواية على الكثير من التقدير عند صدورها في نهاية الثمانينيات. ولكن، نجاحها تضاعف عشرات المرات مع صدور الفيلم المقتبس عنها عام 1991، والذي حاز على 5 جوائز أوسكار رئيسية (أفضل فيلم ومخرج وسيناريو وممثلة) والأهم: أفضل ممثل. جعلَ أنطوني هوبكنز من هانبيال ليكتر واحداً من أعظم الشخصيات الشريرة في تاريخ السينما، وجعل من نبرته ونظراته وحركة جسده شيئاً مرعباً بمجرد الظهور على الشاشة، والذي لم يزد عن 4 مشاهد، ولكنه سلب الألباب، وكان السبب الأهم في تفوق الفيلم على الرواية وخلود الشخصية إلى الأبد.
Jurassic Park
نص الفيلم هو رواية لمايكل كرايتون 1991، والفيلم من إخراج ستيفن سبيلبرغ 1993. هل يمكن تخيل "حديقة الديناصورات" دون أن ترى الديناصورات بعينيك؟ رواية مايكل كرايتون كانت، كعادة رواياته، مهتمة بتأصيل الفكرة العلمية التي تقوم عليها، الحديث عن الجينات وحفظها عبر ملايين السنين من أجل إعادة تلقيح تؤدي لعودة الديناصورات، وحين يكتب أنها قد عادت وخرجت عن السيطرة، فإنها تظل كائناً أسطورياً على صفحات كتاب، ولكن سبيلبرغ في عام 1993 أعادها فعلاً للحياة، بمغامرةٍ لاهثةٍ، ونموذجٍ مُرعب ومتقدّم جداً في استخدام المؤثرات التي كانت سائدة في وقته.
Forrest Gump
الرواية لوينستون غروم 1986، والفيلم من إخراج روبرت زيمكس 1994. حائز على الأوسكار عام 1994، والذي قدّم فيه توم هانكس واحدا من أشهر الأداءات والشخصيات في تاريخ السينما، اقتبس في الأصل من كتاب أقلّ كثيراً في القيمة. يكفي القول، أن رواية وينستون غروم تجعل من فوريست جامب في النهاية "رائد فضاء" ويدخل في برنامج "أبولو" حول المجرة في قصة نجاح ومجد، بينما حول الفيلم رحلة "جامب" خلال 3 عقود من الحياة الأميركية المعاصرة إلى عمل شاعري لا ينسى.
Fight Club
الرواية لتشاك بالونيك، صدرت في 1996، والفيلم من إخراج ديفيد فينشر سنة 1999. رغم نجاح الرواية عند صدورها، واحتوائها على "تويست" ختامي مختلف، إلا أن الشكل البصري العجيب الذي ابتكره ديفيد فينشر لـ "نادي القتال"، وأداءات إدوراد نورتون وبراد بيت وهيلينا بونهام كارتر، ومشاهد القتال في النادي أو صنع الصابون أو طريقة كشف "تحول" الفيلم بـ "فلاش-باكات" مثيرة جداً، وصولاً إلى المشهد الختامي وانهيار المدينة حول البطلين، كل شيء جعل الفيلم أيقونةَ جيلٍ كاملٍ، وخلقَ عملاً كلاسيكياً خالداً من رواية جيدة لا أكثر.
Life of Pi
الرواية ليان مارتيل، صدرت سنة 2001، والفيلم لأنج لي أنتج في 2012. حازت رواية، يان مارتيل، على جائزة البوكر البريطانية وقت صدورها. ولسنوات بعدها، حقَّقت نجاحاً عريضاً بين ملايين القراء، ولكن تحويلها لفيلم يقف وراءه أنج لي رفع الحكاية لمستوى آخر. فهنا واحد من أهم الإنجازات البصرية التي يمكن أن يشاهدها المرء في حياته، مهرجان بصري من الألوان والمشاهد المدهشة في رحلة شاب هندي تغرق سفينته ويضطر للبقاء مع نمر في قارب صغير بعرض البحر لمدة 7 أشهر كاملة. وإن كان لدى مارتيل كلمات يتحدث بها عن مشاعر شخصيته، ويتجاوز عثرة عدم وجود شخصيات أخرى أو أحداث كبرى، فإن أنج لي، المتوّج بأوسكار أفضل مخرج عن هذا الفيلم، لم يكن معه إلا الصورة، كوسيط سينمائي وحيد. واستطاع من خلال الصورة أن يصل الحكاية لمئات الملايين من البشر، ويجعل النمر والضبع والحوت والأسماء الطائرة وأزرق السماء والبحر.. كلهم لا يفارقون ذاكرتنا أبداً.