6 سيناريوهات تحكم مصير التأزم الحكومي في ألمانيا

02 يوليو 2018
تعنت الطرفين يعقّد المفاوضات (Getty)
+ الخط -
بعد ليلة أحد، وُصفت بـ"الماراثونية والمجنونة" لكتلتي "الاتحاد المسيحي"، عقدت خلالها اجتماعات بشكل منفصل بين ميونخ وبرلين، بذلت خلالها الكثير من الجهود لإنضاج حل يرضي طرفي الخلاف بشأن نزاع اللجوء؛ لم تسفر المداولات بين الشريكين، حزب المستشارة أنغيلا ميركل، والشقيق الأصغر "الاجتماعي المسيحي"، بزعامة وزير الداخلية، هورست زيهوفر، عن نتيجة مرضية، حتى إن الأمر وصل بوزير الداخلية، وخلال الاجتماع الذي استمر حتى الثانية فجرًا، إلى طرح استقالته من الوزارة ومن زعامة حزبه، الأمر الذي جوبه بالرفض من قبل رئيس كتلة الحزب، ألكسندر دوبرندت، وعدد من مسؤولي الحزب البافاري. 

الاجتماعات استؤنفت اليوم الإثنين، وستسكمل إلى فترة ما بعد الظهر، قبل أن يلتقي بعدها الجانبان في برلين لحسم الموقف؛ إما إنهاء الاتحاد وفض الشراكة، وبالتالي حل الحكومة، أو التوصل إلى تنازلات ترضي الطرفين.

ويمكن القول إن الائتلاف، لغاية اللحظة، لم ينفجر بعد، إلا أن الضبابية ما زالت كبيرة ومستمرة بفعل تعنت طرفي الخلاف، وتمسك المستشارة بمواقفها، مقابل إصرار الوزير زيهوفر على التوجه لتنفيذ التدابير عند الحدود، ومنع اللاجئين المسجلين في دول أخرى من العبور إلى ألمانيا، لا سيما أن المستشارة انتزعت في قمة بروكسل بعض التنازلات من عدد من الدول الأوروبية لإعادة استقبال أعداد من اللاجئين، الأمر لم يرض زيهوفر، واعتبر ما تحقق في قمة بروكسل بشأن اللجوء "غير ذات فعالية"، وعمد إلى طرح خيارات حل وسط لم ترض المستشارة.

أمام هذا الواقع، أعيدت إلى الواجهة السيناريوهات المحتملة لمصير الوضع السياسي في الجمهورية الاتحادية الألمانية بعد اهتزاز الوضع الحكومي، والشرخ المستجد بين شريكي "الاتحاد المسيحي"، بعد عقود من التحالف والمصير المشترك، وصولًا إلى النهاية المتوقعة لزعيم الحزبي البافاري، زيهوفر، بعد أن وصل الأمر بالصحافة لوصفه بـ"القزم المتمرد"، وهو الذي يسبب معضلات جمة لألمانيا، ومن خلفها أوروبا، نتيجة حسابات ضيقة تخص الانتخابات البرلمانية في ولاية بافاريا، العرين التقليدي لحزبه، المقررة الخريف المقبل، والخوف من فقدانه الغالبية البرلمانية فيها، ما يهدد بنسف الائتلاف الكبير "غروكو"، الذي لم يمض على ولادته أكثر من 100 يوم، وباتت تشوب أطرافه الكثير من النزاعات والاختلافات على كثير من الملفات، وفي مقدمتها نزاع اللجوء.


ويرى خبراء في الشؤون السياسية الألمانية أن هناك 6 سيناريوهات محتملة لنهاية المسار الحالي للتأزم في البلاد؛ أولًا أن يعمد وزير الداخلية، وحزبه، إلى الانصياع لسياسة ميركل، وما حققته على المستوى الأوروبي، وفض الأزمة وتجاوز المأزق الحالي بشروط معينة.

ثانيًا، أن يقبل حزبه استقالته، لحفظ ماء الوجه، قبل أن يلجأ إلى تعيين بديل يكون أكثر ليونة في التعامل مع طروحات ميركل، ومقتنعًا بعدم إضعاف ألمانيا أوروبيا.

ثالثًا، أن يذهب "الاجتماعي المسيحي" في طروحاته حتى النهاية، ويستقيل وزراء حزبه الثلاثة من الحكومة، قبل أن تقيل المستشارة الوزير زيهوفر، إلا أن تطبيق هذه الفرضية لن يكون وقعه سهلا على المستشارة، وستصبح حكومتها، المهتزة أساسًا، ضعيفة أمام البوندستاغ، لأن "الاجتماعي المسيحي" سيتوجه حكمًا إلى صفوف المعارضة في البرلمان الاتحادي.

في المقابل، يرى بعض الخبراء أن استقالة وزراء "الاجتماعي المسيحي" قد يكون فيه شي من الإيجابية؛ لإعادة تثبيت الوضع الحكومي، واستمرار ميركل في تطبيق الاتفاقات مع الشركاء الأوروبيين، بعد أن تستعين بشريك جديد، قد يكون حزب "الخضر"، الذي يتناغم في الكثير من الطروحات مع سياسة المستشارة، لا سيما ملف اللجوء. غير أن هذا الأمر يستلزم استبعاد السيناريو الرابع؛ وهو أن تستمر المستشارة بحكومة أقلية مع الاشتراكي الديمقراطي، لأن ميركل ستكون في موقف ضعيف، وتصبح حكومتها مكبلة وغير قادرة على العمل، إذ إن كلا الحزبين يجمعان في البرلمان 353 مقعدًا فقط من أصل 709.


أما السيناريو الخامس، فيقوم على إمكانية حجب الثقة عن المستشارة، واقتراح رئيس جديد للحكومة، بعد أن يصبح البوندستاغ متمعًا بغالبية حسابية بحتة بفعل انضمام الحزب البافاري إلى صفوف المعارضة، على أن ينتخب البرلمان مستشارًا جديدًا للبلاد، وهذا الاحتمال ضئيل؛ لأن هنك صعوبة في توحيد مواقف الأحزاب المعارضة على مرشح مشترك لخلافة ميركل.

سادس السيناريوهات، وهو "أبغض الحلال" عند الأحزاب التقليدية، نظرًا لتراجع حضورها الشعبي لمصلحة الحزب اليميني الشعبوي "البديل من أجل ألمانيا"؛ يقوم على إجراء انتخابات برلمانية مبكرة، بعد أن يحل الرئيس البرلمان، على أن تُجرى الانتخابات في غضون 60 يومًا.