يعاني الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال الإسرائيلي، لا سيّما المرضى منهم، من ظروف الاعتقال السيئة التي تفرضها مصلحة السجون الإسرائيلية عليهم، دون أن تبالي بوضعهم الصحي، حتى وإن كانت حالاتهم المرضية خطيرة.
ويقبع خلف زنازين الاحتلال، بحسب نادي الأسير الفلسطيني، قرابة 6200 أسير، من بينهم 600 أسير يعانون أمراضاً مزمنة وخطيرة، تتطلّب علاجاً فورياً لإنقاذ حياتهم، إضافةً إلى بعض الأمراض التي تتسبّب بها ظروف الاعتقال القاسية، والإهمال الطبي المتعمّد، من قبل مصلحة السجون.
ويوضح مدير نادي الأسير الفلسطيني، قدورة فارس، لـ"العربي الجديد"، أنّ "الأسرى الذين يعانون من أمراض مزمنة وخطيرة، كمرضى القلب والسرطان والفشل الكلوي، ومرضى الإعاقات سواء أكانت جسدية أم عقليّة، لا يحصلون على معالجة شاملة، بل تقدّم لهم بعض الأدوية والمسكّنات فقط، لتبقيهم على قيد الحياة، دون تقديم العلاج اللازم".
ويلفت فارس، إلى أنّ "بعض الحالات المرضية يعود سببها للتلكؤ في التشخيص، إذ يخضع الأسير المريض لمعاينة غير كافية لمعرفة حالته المرضية، وفي حال تمّ فحصه، فإن المماطلة في إجراء الفحوصات، وتقسيمها على فترات متفاوتة، تستغرق أياماً وربما أشهر، تؤدي إلى تفاقم المرض". ويضيف: "في بعض الأحيان، تكون حالة الأسير المرضية غير خطرة، لكنّ سوء عملية التشخيص، أو عدم دقّتها، أو ربما وصف أدوية غير لازمة، يؤدي إلى تدهور صحته".
ويوجد في سجون الاحتلال، وفق إحصاءات نادي الأسير الفلسطيني، نحو عشرين حالة من الإعاقات الدائمة، من جرّاء تعرّض هؤلاء في وقت سابق، لإصابات برصاص الاحتلال، وهم غير قادرين على الحركة، بينما اعتُقل أربعة منهم وهم على مقاعد متحرّكة، ويتواجد أغلبهم في مستشفى سجن الرملة".
وتشير إحصاءات النادي إلى أنّ "قرابة 25 أسيراً، يعانون من أورام سرطانية، تحتاج إلى علاجٍ دائم، لا توفّره مصلحة السجون، في حين يعاني 160 أسيراً من أمراض مزمنة وخطيرة، وسط إهمال طبي متعمّد، على الرغم من حاجتهم الملحّة للعلاج".
من جهةٍ أخرى، يؤكّد فارس أنّ "بعض الأمراض يتسبّب بها الاحتلال الإسرائيلي، جرّاء الظروف التي تصاحب عملية الاعتقال، والبيئة التي يعيش فيها الأسير، لا سيّما إجراءات غرف التحقيق، وطبيعة الزنازين، التي قد تسبّب أمراضاً نفسية وعصبية للأسرى". كما يزيد الاعتداء عليهم خلال الاعتقال، وتنقّلهم بين السجون، حالاتهم العصبية، وربما يؤدي ذلك إلى بعض الإعاقات".
ويزيد وضع الأسرى سوءاً في بعض الأحيان، بسبب سوء التغذية وعدم وجود تهوئة مناسبة، وإضاءة كافية، إضافةً للعقوبات الجماعية التي تفرضها مصلحة السجون، وعمليات الاقتحام المباشر، التي تطلق خلالها قنابل الغاز، المحظور استخدامها في الأماكن الضيقة والمغلقة.