%82 من لاجئي مخيم الزعتري بلا أمن غذائي

01 يوليو 2015
+ الخط -
على الرغم من مأساة اللجوء التي يعيشونها منذ أربع سنوات، لم تتغير طباع وتقاليد السوريين في رمضان، تقول أم محمد في مخيم الزعتري "صحيح أننا لم نعد نسمع صوت مدفع رمضان، لكن تقاليد الشهر مازالت تعيش في قلوبنا، هناك الكثير من العائلات في هذا المخيم، مازالت تتبادل "السكبة" وهي عبارة عن صحن من الوجبة الرئيسية يقدم عادة للجيران قبيل موعد الإفطار في كل يوم، برغم أن أوضاعها المالية متردية جداً، ويكاد الطعام الموجود لا يكفي أفرادها".


تعيش عائلة أم محمد، المؤلفة من أربعة أبناء وزوج مقعد بسبب المرض، أجواء رمضان في المخيّمات، فقد كانت التغريبة أصعب اختبار يواجهونه. يعيشون على ما تقدمه مفوضية اللاجئين، فضلاً عن بعض المساعدات الدولية، إلى جانب ما يأتيها من الجمعيات غير الرسمية التي تزداد معوناتها في رمضان بفضل جهود أصحاب الخير.

شمال العاصمة عمان- في مدينة المفرق- تزداد الصورة قساوة، فأسرة أحمد التي عاشت كرم رمضان في سورية، لا تجد اليوم ما يشبهه، حتى على مستوى الطعام والشراب. يقول أحمد: "لم يكتفِ برنامج الغذاء العالمي بخفض قيمة المساعدات المقدمة، بل ألحقها بخفض آخر قبل أشهر، لتصبح 10 دنانير للفرد (14 دولاراً)، ما يعني أن أسرتي تتقاضى نحو 40 ديناراً في الشهر (56 دولاراً) وبهذا المبلغ نحتفي برمضان، مع أن أقل سعر لكيلو اللحم المستورد يبلغ 6 دنانير، وقيمة بوكسة الكوسا 1.5 دينار، عدا عن أثمان الخبز والخضار الأخرى كالبندورة مثلاً".

اقرأ أيضا: العمالة السورية في الأردن من مأساة إلى مأساة

تقطن عائلة أحمد في منزل شديد التواضع على أطراف المدينة التي تشهد اليوم اكتظاظاً سكانياً، بسبب موجة النزوح السورية، حيث يتألف من غرفة وممرّ مع المرافق الصحية، فيما تجلس أسرته المكونة من زوجة وولدين، أكبرهما في التاسعة من العمر، فوق بطانيات مهترئة، تغلف قطعاً من الإسفنج على الأرض. تقول زوجة أحمد لـ"العربي الجديد": "فررنا مع جميع الأقرباء في البلدة منذ سنتين، لا نحمل سوى ملابسنا، وبقي زوجي بلا عمل أشهر عدة، حتى وجد ورشة للتمديدات الصحية التحق بها، ويتقاضى حالياً نحو 5 دنانير في اليوم الذي يعمل فيه، لا تكفي لسدّ حاجاتنا الأساسية".

انعدام الغذاء
أظهرت دراسة حديثة أعدها برنامج الأغذية العالمي، تخللتها مقابلات مع نحو 7 آلاف أسرة من اللاجئين السوريين داخل المجتمعات المحلية و745 أسرة في مخيم الزعتري، أن %1.6 من هذه الأسر تحظى بمعدل استهلاك غذائي فقير، في حين تعاني %6 منها من انعدام الأمن الغذائي. وأشارت إلى أن المساعدات الغذائية التي يقدمها برنامج الأغذية العالمي تصل إلى %98 من اللاجئين المسجلين في المجتمعات المضيفة، %52 منهم يتمتعون بالأمن الغذائي و%42عرضة لانعدامه و6% يعانون من انعدامه نهائياً، مشيرة إلى تمتع 12% من اللاجئين في مخيم الزعتري بالأمن الغذائي بينما يظل %82عرضة لانعدامه، فيما يعني 6% من انعدامه بشكل نهائي.

اقرأ أيضا: إنجلينا إيخورست: دعم اللاجئين السوريين أبرز أولوياتنا

وتدرج عائلة أحمد مع 11076 أسرة سورية على قوائم الانتظار، بعدما أطلقت مفوضية الأمم المتحدة لللاجئين نداء عالمياً للتبرع من أجل تحسين أوضاعها.


يقول اللاجئ السوري في مخيم الزعتري أبو الوفا إن أحوال اللاجئين في رمضان سيئة جداً، وقد دفع هذا الحال الكثير من العائلات، لبيع كرفاناتها وبعض ما تقدمه لها المنظمات الإغاثية من مساعدات، تلبية لحاجات أخرى في هذا الشهر تراها ضرورية، لافتاً لـ"العربي الجديد" إلى أن سعر الكرفانة قد انخفض إلى 1500 دولار.

وحذر برنامج الأغذية التابع للأمم المتحدة، في وقت سابق، من كارثة إنسانية قد تصيب مخيمات اللاجئين السوريين في الأردن خلال شهر رمضان بسبب "عدم كفاية المخصصات المالية اللازمة لتلبية احتياجاتهم الإغاثية التي تقدر شهرياً بـ 15 مليون دينار".

ويوجد في المملكة أكثر من 1.4 مليون لاجئ سوري، وقد تبنت الحكومة الأردنية العام الماضي خطة وطنية 2016-2014 تَعرِض "استجابات أساسية مقترحة، للتخفيف من تأثير الأزمة السورية على المملكة والمجتمعات المضيفة فيها".

اقرأ أيضا: السوريون يغيثون أنفسهم

ويكشف مصدر في وزارة التخطيط والتعاون الدولي الأردنية، أن أكثر من %80 من الـ630 ألف المسجلين لاجئين في سجلات المفوضية يتمركزون في المدن والبلدات الأكثر فقراً في الأردن. يضيف إن "خطة الاستجابة لهذا العام والتي تكلف نحو 2.99 مليار دولار وتغطي الأبعاد الثلاثة: اللاجئين وبناء القدرة ودعم الميزانية، لا تزال تعاني من نقص في التنظيم".