وأكد مصدر في الحزب "العربي الديمقراطي" (له نفوذ كبير في تلك المنطقة)، لـ"العربي الجديد"، مفضّلاً عدم الكشف عن هويته، أن "انتحارياً فجّر نفسه في مقهى عمران في جبل محسن، وعندما تجمع الناس في المكان، أقدم انتحاري آخر على تفجير نفسه أيضاً، ما أدى إلى سقوط 9 شهداء وأكثر من عشرين جريحاً"، وهو ما نقلته أيضاً وكالة الأنباء الرسمية. لكن مصادر محلية وأخرى في الحزب نفسه أشارت إلى أن الحصيلة هي ثمانية قتلى.
وكان المجلس العدلي اللبناني أصدر مذكرة توقيف غيابية بحق رئيس الحزب "العربي الديموقراطي" النائب السابق علي عيد، بتهمة "تهريب مطلوبين في تفجير مسجدي السلام والتقوى في طرابلس". وخاض حزب عيد، الموالي للنظام السوري (غالبية أعضائه من العلويين) اشتباكات مع مسلحين في منطقة باب التبانة المجاورة وهي ذات غالبية سنية.
وافادت الوكالة "الوطنية للاعلام" أن منفذا التفجيرين الانتحاريين في منطقة جبل محسن هما طه سمير كيال، وبلال محمد ابراهيم، من منطقة المنكوبين في طرابلس شمالي لبنان.
من جهته، أدان رئيس الوزراء السابق سعد الحريري، بشدة جريمة التفجير الانتحاري، واصفاً هذا "العمل الإرهابي بأنه يندرج في إطار إثارة البلبلة وتأجيج الفتنة وزعزعة الأمن في عاصمة الشمال، بعدما تمكن الجيش اللبناني والقوى الأمنية من وقف دورات العنف والاقتتال ومكافحة التنظيمات الإرهابية وتثبيت الأمن والاستقرار في المنطقة". وقال إن "هذه الجريمة الإرهابية النكراء تتطلب تضافر جهود جميع اللبنانيين ووقوفهم بقوة وراء الجيش اللبناني والقوى الأمنية للقيام بالإجراءات المطلوبة في حفظ الأمن وملاحقة المرتكبين ومن يقفون وراءهم لإلقاء القبض عليهم وإحالتهم على الجهات المختصة لمحاكمتهم".