شهدت مناطق شمال فلسطين المحتلة، منذ فجر أمس الأربعاء، سلسلة هزات أرضية بلغ عددها حتى ظهر اليوم الخميس، تسع هزات تراوحت قوتها بين 2.8 درجة إلى 4.6 درجات على مقياس ريختر.
ورغم أن الهزات كلها تصنف على أنها هزات ضعيفة، لكنها جددت التساؤلات حول جهوزية الأراضي الفلسطينية لمواجهة أية كوارث ناجمة عن زلازل، سواء على المستوى الرسمي أو على مستوى الوعي المجتمعي.
وحدثت الهزات كلها في منطقة شمال طبريا التي كانت نشطة زلزاليا خلال سنوات ماضية، والتي شهدت هزات أرضية مدمرة عبر التاريخ، حسب مدير وحدة علوم الأرض وهندسة الزلازل في جامعة النجاح الفلسطينية، جلال الدبيك.
وقال الدبيك، وهو نقيب المهندسين الفلسطينيين لـ"العربي الجديد"، إن "مركز تلك الهزات كان في شمال بحيرة طبريا، في فلسطين المحتلة عام 1948، وشعر بها السكان في الضفة الغربية"، لافتا إلى أنه "يوجد في فلسطين ست مناطق توجد فيها صدوع زلزالية، وما حدث خلال الساعات الماضية سببه وجود نشاط زلزالي في الصدع المسمى (بؤرة إصبع الجليل)".
وأوضح أن الزلازل المدمرة حدثت في فلسطين سابقا، لكن يبقى حدوث الزلازل احتماليا وليس له وقت محدد، لأن علم الزلازل علم معقد يستند إلى العديد من العوامل، كما أن الأضرار تتفاوت وفق طبيعة المباني وطبيعة التربة والكثافة السكانية".
وعبر التاريخ حدثت عدة زلازل مدمرة في الأراضي الفلسطينية، كان أقواها الذي أطلق عليه "زلزال نابلس" عام 1927، وقتل في نابلس وحدها نحو 300 شخص، علاوة على مقتل عدد من الفلسطينيين في مناطق أخرى، حيث كان مركزه في شمال البحر الميت، وقوته 6.3 درجات.
وشدد الدبيك على ضرورة وجود وعي مجتمعي لمواجهة الزلازل، "لا يدرك الجيل الحالي خطورة الزلازل لبعد حدوث الزلازل المدمرة زمنيا، مقارنة بالزلازل التي تحدث خلال فترات متقاربة نسبياً في بعض الدول، وهو أمر يتطلب تعزيز الوعي بأهمية مواجهة الزلازل، والسلامة العامة".
وأكد أن "قابلية ثلث المباني في الأراضي الفلسطينية للتضرر عالية، وجزء من ذلك الثلث سينهار كليا، وجزء آخر سينهار جزئيا. المرحلة المقبلة ستشهد إشرافا من قبل نقابة المهندسين بالتنسيق مع الحكومة الفلسطينية، على ضرورة أن تكون تصاميم المباني مطابقة للمواصفات، وهو ما يتطلب رفع الوعي المجتمعي بأهمية مقاومة المباني للزلازل".
وتابع أن "استجابة المؤسسات أيضا محدودة، فلا يوجد لدينا إدارة فعالة للكوارث، أو جيش ينتشر خلال الكوارث، أو مطار أو حدود لتسهيل تلقي المساعدات الخارجية، وكل ذلك يعزز إبطاء الاستجابة للطوارئ".