لم يكن يفكر فيما يجب أن يفعل، وكيف سيشرح لماجدة كل شيء. فقط كان يفكر في عمر، صديقه عمر، الذي تحبه ماجدة، وربما ستظل تحبه دائمًا. عمر الذي رغم كل شيء، كان يراه بدري أكثر سعادة منه.
وهكذا يا عزيزي، ما لم تحققه مجلدات الكتب وساعات من التفكير، تحققه ورقتان متسختان من النقود. ولأنك لا تقبل أن تكون روحك مقابل هذا الثمن الرخيص، فربما تبحث عن أسباب أنبل؛ مثلاً، لأن سحابة تعلو في السماء لبضع مئات من الأمتار.
إذا كنّا سنذهب من هذه الحياة دون أن نراها ونفهمها بشكل جيّد، فلماذا أتينا إلى هنا؟ أومأَت برأسها تصديقاً لكلامه، وقالت: عندما أتطلّع حولي فلا أرى غير السنونوات تركض في الاتجاهات الأربعة، أقول: هل أنا واحدة من هؤلاء؟