تملك حضرموت هوية خاصة بها، كما أن التطورات في جنوب اليمن، خصوصاً في عدن، قد تجعل من سيئون، ووادي حضرموت عموماً، بيئة مناسبة للشرعية لتمارس منها سلطاتها.
لم تكن صورة العاصمة اليمنية صنعاء يوماً كما هي اليوم، فمنذ سيطرتهم عليها عمد الحوثيون إلى إجراء تغييرات على واقع المدينة، وقضوا على أي أصوات معارضة لهم، ليصبح صوتهم هو الوحيد المسموح به في الشوارع والمساجد والمدارس.
يمر حزب "المؤتمر الشعبي" اليمني اليوم بواحدة من أصعب مراحله بعد 36 عاماً على تأسيسه في 24 أغسطس/آب 1982، فمنذ مقتل رئيسه علي عبدالله صالح تعرّض لضربات كثيرة، من انقسامه، إلى تدمير مقاره بصنعاء، وصولاً لتحييده عن السلطة من الحوثيين.
شكّلت محافظة الحديدة طوال سنوات المصدر الرئيسي للغذاء والمساعدات في اليمن والتي تصل لنحو 70 في المائة من سكانه، إلا أن الحرب وحصار المحافظة يهددان اليوم بكارثة إنسانية كبيرة، لن تقتصر على أبناء المنطقة بل قد تطاول مئات آلاف اليمنيين.
يهدف التحالف، عبر الهجوم على الحديدة، إلى تعريض الحوثيين لخسارة كبيرة تجبرهم على تقديم تنازلات في أي مفاوضات سلام، فيما يبدو أن الحوثيين لا يملكون خياراً آخر غير القتال، حتى لا يخلقوا تصوراً بسهولة قضم الأراضي التي يسيطرون عليها.
للإمارات خسائر عدة في اليمن، خصوصاً أنه على الرغم من اعتبار أن البلاد هي "مصدر الخطر الثاني لأبوظبي بعد إيران"، إلا أن تعامل الإماراتيين مع الملف يبدو فاشلاً، في ظلّ تخصيصها 1.3 مليار دولار شهرياً للعمليات العسكرية.
تشابكت الكثير من الحسابات في معركة الحديدة اليمنية، منها ما هو سياسي ـ عسكري، ومنها ما هو إنساني. في كل الحالات يبدو التناقض الغربي في أوجه، مع رفض معركة الحديدة من جهة وعدم التشديد بمنح المساعدات العاجلة من جهة أخرى.
تعلّق السعودية والإمارات آمالاً كبيرة على طارق صالح وصندوقه اليمني الأسود، ويقدّمه إعلام هاتين الدولتين كعصا سحرية ستقوم بالقضاء على الحوثيين، ولا سيما مع تحقيق قواته تقدماً في جبهة الساحل الغربي
لم تعد صعوبات السفر في اليمن تقتصر على المتوجهين إلى خارج البلاد، إذ يتعرّض المواطنون في رحلاتهم الداخلية، ولاسيما بين صنعاء وسيئون بحضرموت، للكثير من الصعوبات والعناء، وخصوصاً أنهم مضطرون للوقوف عند نقاط تفتيش عدة يتعرّضون فيها للتدقيق بهوياتهم كالغرباء
تحوّل البرلمان اليمني، الذي أكمل أخيراً عامه الـ15، من مؤسسة لتنفيذ الدستور ومراقبة السلطة التنفيذية، إلى أداة بيد الحوثيين الذين يفرضون عليه إرادتهم لتمرير ما يريدونه، ووفق ما يرونه مناسباً لمصلحتهم، في مخالفة علنية للدستور.